ويحتوي المعرض الذي يقام في /مول سيتي سنتر الدوحة/ ضمن الفعاليات الترويجية لكأس العالم FIFA قطر 2022، على جميع تعويذات نسخ المونديال، وهي من المجموعة الخاصة بجامع المقتنيات القطري محمد عبد اللطيف، الذي يمتلك مجموعة واسعة من التذكارات المرتبطة بالبطولة العالمية، جمعها على مدى السنوات العشر الماضية.. ويستقبل المعرض الرياضي الجمهور المتابع يوميا على مدار 14 ساعة، من الساعة الثامنة صباحا وحتى العاشرة مساء، على أن يتواصل إلى ما بعد ختام منافسات البطولة بيومين، وتحديدا حتى 20 ديسمبر المقبل.
ويشهد المعرض، الذي كان نتاج فكرة رائدة لجامع المقتنيات الشهير محمد عبداللطيف، متابعة وحضورا كبيرا من المواطنين والمقيمين أو من القادمين من خارج الدولة لمتابعة البطولة العالمية، حيث أتيح للجماهير التعرف عن قرب على تعويذات كؤوس العالم المختلفة المرتبطة بالموروث الثقافي والاجتماعي لشعوب الدول المنظمة لنسخ البطولة العالمية.
وتشكل التعويذة (التميمة) شخصية يتم تصميمها حصريا كرمز خاص لكل بطولة، كما تعد أيضا من بين الأدوات التسويقية المهمة، وتظل كل تعويذة من تعويذات المونديال خالدة كرمز لكل بطولة.
وتتصدر تعويذة /لعيب/ الخاصة بكأس العالم FIFA قطر 2022، التعويذات الخاصة ببطولات كأس العالم في المعرض الخاص، والبالغ عددها 15 تعويذة بعدد نسخ كأس العالم منذ أول تعويذة في العام 1966 في إنجلترا حتى آخر تعويذة في مونديال قطر.
وتم الكشف عن تعويذة /لعيب/ من قبل اللجنة العليا للمشاريع والإرث والاتحاد الدولي لكرة القدم /الفيفا/ تعويذة رسمية لكأس العالم FIFA قطر 2022 في الأول من أبريل الماضي على هامش مراسم إجراء القرعة النهائية للبطولة.. ويعني /لعيب/ "اللاعب المتميز الخارق للعادة" الذي يصنع ويجذب متعة وفرجة كرة القدم للجميع.
ووفقا للمنظمين يرمز /لعيب/ إلى شخصية مرحة قادمة من عالم افتراضي، تتمتع بروح الشباب الدائم، اعتادت على متابعة بطولات كأس العالم عبر التاريخ والتفاعل مع أبرز لحظاتها، كما تتحلى بروح المغامرة والاستكشاف والمرح وتقديم المساعدة، وتساهم بدور مهم في تعزيز حماس وتفاعل الجماهير من مختلف الأعمار قبل وخلال البطولة، وإظهار شغف الشعوب برياضة كرة القدم.
ومثلما تتواجد تعويذة /لعيب/ كشخصية كرتونية متصدرة المعرض الخاص بالتعويذات المونديالية في /مول سيتي سنتر الدوحة/، تتواجد أيضا في كل مكان داخل الدولة، خصوصا في الأسواق والمولات المختلفة، حيث الحضور الشعبي الكبير، وذلك للترحيب بجماهير كرة القدم القادمة من جميع أنحاء العالم، حيث تقوم بتعزيز الأجواء الحماسية قبل انطلاق البطولة، وهو الدور الذي ستقوم به خلال منافسات البطولة المرتقبة.
وطوال تاريخ بطولات كأس العالم، اعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم /فيفا/ 15 تعويذة رسمية، باعتبارها رموزا تشير إلى التقاليد والعادات الخاصة بالدول المستضيفة للمونديال، وهو ما يظهر بوضوح في تميمة كأس العالم FIFA قطر 2022، كرمز للثقافة والعادات والتقاليد العربية عامة والقطرية على وجه التحديد.وقد ظهرت تعويذات كأس العالم، الموجودة في المعرض الخاص ضمن فعاليات كأس العالم FIFA قطر 2022، للمرة الأولى في نسخة البطولة التي أقيمت بإنجلترا عام 1966 تحت مسمى /ويلي/، وهي عبارة عن أسد يرتدي قميص علم بريطانيا، كتب عليه عبارة كأس العالم، وكانت /ويلي/ هي الرائدة باعتبارها الأولى.
وفي مونديال المكسيك 1970، ظهرت تعويذة /خوانيتو/، وهو فتى صغير يتسم بالإطلالة الجميلة، ويرتدي قميص منتخب المكسيك الأخضر اللون، و/السومبر يرو/ القبعة المكسيكية الشهيرة التي كتب عليها /المكسيك 70/.. ثم ظهرت تعويذة /تيب وتاب/ في ألمانيا 1974، وهي عبارة عن مجسم لشابين يافعين، الأول طويل أشقر، والثاني قصير بشعر أسود، في إشارة حينذاك إلى وضع ألمانيا، وانقسامها إلى شطرين، ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية.
وجاء الدور على تعويذة /غاوتشيتو/، لتظهر في مونديال الأرجنتين 1978، و/غاوتشيتو/ فتى يرتدي قبعة كتب عليها /أرجنتينا 78/ ومنديلا على رقبته ولديه سوط، ويرمز للتقاليد والعادات الريفية في الأرجنتين.
أما التعويذة الإسبانية في مونديال إسبانيا 1982، فكانت /نارانجيتو/، وهي مجسم لفاكهة البرتقال وهي تحمل كرة القدم وترتدي قميص المنتخب الإسباني، والمأخوذ اسمها من "نارانجا" الثمرة الشهيرة في البلاد.
وفي مونديال عام 1986، الذي أقيم في المكسيك للمرة الثانية، برزت تعويذة جديدة هي /بيكيه/ وهو مجسم لثمرة الفلفل المكسيكي الحار مع شاب طويل ويرتدي قبعة /سومبريرو/ الشهيرة، ويحمل كرة القدم بيده اليمنى، والاسم /بيكيه/ مشتق من /بيكانت/، الأكلة المكسيكية الشهيرة.
وحلت بعدها في إيطاليا 1990 تعويذة /تشاو/، وهي عبارة عن مجسم لعصا لها رأس كرة قدم ظهرت في صورة لاعب وبألوان علم إيطاليا.
وكان مونديال 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية قد تميز بتعويذة الكلب /سترايكر/ الذي ظهر مع كرة القدم مرتديا قميص المنتخب الأمريكي وعبارة "الولايات المتحدة الأمريكية 94".
وجاءت تعويذة /فووتيكس/ في فرنسا 1998، وكانت عبارة عن مجسم للديك الفرنسي المعروف كشعار وطني، بلون أزرق كقميص المنتخب الفرنسي مكتوب عليه فرنسا 98.
وفي مونديال 2002 باليابان وكوريا الجنوبية، حملت التعويذة اسم /أتو وكاز ونيك/، وهي مجسمات لمخلوقات حاسوبية بثلاثة ألوان برتقالي وبنفسجي وأزرق تمثل ثلاثة لاعبين في رياضة كرة القدم الخيالية المرتبطة بالخيال العلمي.
وظهرت في المونديال الثاني الذي تنظمه ألمانيا في 2006 تعويذة الأسد /غوليو وبيل/، وهو أسد يرتدي قميص منتخب ألمانيا مكتوبا عليه عدد 06، والاسم مشتق من كلمة ليو الاسم اللاتيني للأسد في ألمانيا، و/بيلل/ هو مصطلح عامية لكرة القدم.
وكانت /زاكومي/ هي تعويذة مونديال جنوب إفريقيا 2010، وهي حيوان /الفهد/ الذي يرمز لغابات البلاد، وظهر كفهد مرح يرتدي لباسا رياضيا شعره أخضر، وكتب على القميص جنوب إفريقيا 2010.
وفي مونديال البرازيل 2014 ظهر حيوان /التاتوبولا/ المهدد بالانقراض كتعويذة للبطولة، وحمل اسم /فوليكو/.. أما في البطولة الماضية بروسيا 2018، فكانت التعويذة عبارة عن ذئب يدعى /زابيفاكا/، وظهر مرتديا قميص المنتخب الروسي مع عبارة /روسيا 2018/.
أما في البطولة المرتقبة في قطر 2022، فبرزت تعويذة /لعيب/، وهي عبارة عن مجسم لفتى باسم بزي عربي، يتكون من شماغ أبيض غالبا مع تدلي حبلين من العقال، ويرمز لشخصية مرحة قادمة من عالم افتراضي تجسد هوية البلد المنظم وموروثه الشعبي.وفي تصريحات له، تحدثصاحب فكرة المعرض محمد عبداللطيف، عن عشقه لكأس العالم، وشغفه بجمع تذكارات المونديال.
وقال عبد اللطيف، الذي تضم مقتنياته واحدة من أثمن مجموعات تذاكر المونديال: إن ذكرياته الأولى مع كأس العالم تعود إلى نسخة عام 1982 التي شاهدها عبر التلفزيون، وإن اهتمامه بجمع التذكارات من بطولات كأس العالم بدأ في 2014، عندما قرأ مقالا عن جمع تذاكر المونديال، الأمر الذي أثار انتباهه وحاز على اهتمامه، عندها قرر البدء في جمع تذاكر مباريات جميع بطولات كأس العالم منذ النسخة الأولى للمونديال في العام 1930.
وأضاف: "تمكنت من جمع تذاكر لـ95 بالمائة من مباريات كأس العالم، حتى مونديال روسيا 2018، كما بدأت في جمع تذكارات مختلفة من كأس العالم، بما في ذلك التعويذات والكرات والجرائد القديمة، وأمتلك الآن أكثر من 1200 قطعة من التذكارات المرتبطة بكأس العالم".. معربا عن فخره بمشاركة مجموعته من تعويذات كأس العالم مع الجماهير قبل انطلاق النسخة الأولى من المونديال التي تقام في العالم العربي والشرق الأوسط.
وقال: "أتمنى أن يستمتع الجميع بمشاهدة التعويذات، ومن الرائع أن يرى زائر المعرض كيف تغيرت التصاميم منذ عام 1966، حتى وصلنا إلى /لعيب/، التعويذة الرسمية لمونديال قطر 2022، والذي يعد أول تعويذة رقمية في تاريخ المونديال".
وحول مشواره في جمع آلاف المقتنيات، قال: إن جمع التذكارات لم يكن سهلا على الإطلاق، فقد واجه الكثير من الصعوبات للحصول على معظم القطع، خاصة تلك المرتبطة بالنسخ الأقدم من كأس العالم، ولكنه كان محظوظا في تأمين القطع النادرة من جميع أنحاء العالم بفضل تعاون زملائه في الشبكة الدولية لجامعي المقتنيات، والتي يشغل عضويتها في دول مثل: إسبانيا، وهولندا، والمملكة المتحدة، والبرازيل، وأوروغواي.
وأكد عبد اللطيف فخره وسعادته لامتلاكه واحدة من أهم وأكثر مجموعات تذاكر المونديال اكتمالا، وقال: "أشعر بفخر كبير عندما يقال إن مالك أكبر مجموعة من تذاكر كأس العالم هو مواطن قطري، أذكر أني كنت أشاهد إحدى حلقات تلفزيون الفيفا على يوتيوب، وذكروا أن أكبر عدد من التذاكر موجود هنا، في البلد المستضيف لكأس العالم 2022، وأشاروا إلي بلقب: "بطل العالم في جمع التذاكر"، وعندها شعرت بأنني وصلت إلى القمر من فرط سعادتي وفخري".
وقد عبر عدد من زوار المعرض عن إعجابهم به، وأبدوا سعادتهم بما شاهدوه، وفي هذا السياق، عبر خليفة التميمي، وهو مواطن قطري، عن سعادته الكبيرة بزيارته للمعرض، ومتابعته لتفاصيله، وتعرفه على التعويذات الخاصة بكؤوس العالم منذ أول بطولة في مونديال 1966، مؤكدا استحسانه لفكرة الجامع القطري محمد عبداللطيف الذي جمع مقتنياته من كل التعويذات المونديالية وعرضها في هذ المعرض.
وقال التميمي: "فكرة المعرض رائعة، ولو كانت هناك قطع أخرى، فكان من المستحسن توزيعها على كل الأماكن في الدولة، حيث تتواجد الجماهير المتابعة لكأس العالم FIFA قطر 2022، لكن يبدو أنها مقتنيات فريدة، ومن الواضح أن كل التعويذات منذ عام 1966 وحتى 2022 متواجدة، وقد لاحظت أن التعويذة الأخيرة القطرية التي نحن كمواطنين قطريين نسميها /اللخمة/ وهي مشهورة لدينا في قطر كانت متميزة، حيث جاءت فكرة اللباس القطري والغترة والعقال واللون الأبيض لتعطيها قوة في التصميم والبعد، وكانت فكرة ممتازة بربطها بتعويذة البطولة التي تقام لأول مرة في العالم العربي والشرق الأوسط، وكنت أتمنى أن يكون هنا أحد المختصين ليقوم بالشرح خلال هذا المعرض والتعريف بهذه التعويذات".
بدوره، أشاد التركي بافا زكي، الطالب في جامعة قطر، بتنظيم هذا الحدث المتميز من خلال عرض كل التعويذات الخاصة بكؤوس العالم، وقال لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: "أولا أشيد باختيار تعويذة /لعيب/، لقد كان اختيارا متميزا وأعتبره الأفضل من بين كل التعويذات لأنه يحاكي الواقع تماما، وقد شاهدت كل التعويذات واخترت /لعيب/ كأفضل تعويذة، وذلك حقيقة وليس مجاملة أبدا، وأنا سعيد كمقيم هنا وأدرس في جامعة قطر بحضور هذا العرض المتميز، وسعيد أكثر لأنني سأعيش أجواء كأس العالم الرائعة الفريدة من نوعها في قطر، والتي تنظم لأول مرة في الشرق الأوسط، وستكون أفضل بطولة على مدار تاريخ كؤوس العالم".
من جانبه، كريج جيا، من إسكتلندا، وهو أحد الجماهير المتابعة لأحداث وفعاليات كأس العالم FIFA قطر 2022، أكد روعة المعرض وتميزه بهذه التعويذات والتمائم الخاصة ببطولات كأس العالم، خصوصا عندما عرف أن هذه المقتنيات من التعويذات تعود لأحد الأشخاص في قطر المهتمين بهذه الأحداث.
وقال في حديثه لـ /قنا/: "فعلا هو عرض رائع للتمائم الخاصة بكؤوس العالم منذ عام 1966 بإنجلترا حتى 2022 في قطر، وقد تابعت بشغف كل تعويذة من الـ 15 تعويذة المعروضة، وأعجبت بها، إنها رائعة حقا والعرض أكثر من رائع، ويعطي انطباعا جيدا عن الحدث وقيمته وأهميته التاريخية من خلال تواجد تعويذة لكل بطولة على مدار 56 عاما".