هاهي المأساة في سوريا تتجاوز عامها الخامس ونظام الاسد مازال متمترسا بتعنته وغطرسته، ضاربا عرض الحائط بكل نداء إنساني مخلص يدعوه لتحكيم العقل والعمل من اجل ايجاد الحل السياسي العادل الذي ينهي هذه الأزمة المتطاولة.
إن النداءات قد ظلت تتجدد ولا يمر يوم دون ان تترى النداءات العالمية من اجل انهاء الأزمة السورية بشكل عادل. في هذا السياق وجه الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ علي القره داغي، رسالة باسم علماء المسلمين إلى قادة الدول العربية والإسلامية داعيا القادة والزعماء «للتدخل العاجل» للمساهمة في حل أزمة سوريا، وإنهاء «مأساة» حلب.
إن المتابعة المستمرة لتداعيات الواقع المأساوي بسوريا والذي تبدو فيه مسارات الحلول شبه مغلقة، هذه المتابعة تشف عن تزايد القلق اقليميا ودوليا على مصير سوريا وطنا وشعبا، وبلغت التحديات إلى حد مجاهرة خبراء سياسيين وأمنيين بمخاوفهم علنا من احتمال ان تؤدي المواجهة الراهنة بين موسكو وواشنطن في سوريا إلى اندلاع حرب عالمية جديدة، وهو ما جاء على لسان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» جون برينان، الذي اعرب عن قلقه من احتمالية نشوب حرب عالمية ثالثة بين القوى الكبرى في العالم. . وفي هذا السياق قال المسؤول الاميركي:«ان الأمر سواء له صلة بقضايا على علاقة بأوكرانيا أو سوريا أو كوريا الشمالية أو بحر الصين الشمالي أو إيران، يجب أن نعرف أن كل هذه القضايا قد تتعرض للتصعيد وتخرج عن السيطرة ».
إننا نقول اجمالا أن الأوضاع في سوريا قد تأزمت بشكل غير مسبوق، وهو ما يفرض التفكير بشكل عاجل في مبادرة عالمية لإرغام النظام وحلفائه، على وقف غطرسة استخدام القوة. وقد آن الاوان لتقول مؤسسات الشرعية الدولية كلمتها الفصل لانهاء هذا النزاع بصورة عادلة وشاملة تحفظ للشعب السوري كل حقوقه المشروعة.