+ A
A -
في كتابه «خرافات» يحدثنا فيلسوف الإغريق «إيسوب» عن ضفدعتين سكنتا بركة ماء، وربطتهما صداقة متينة، وعندما حل الصيف بشمسه الحارقة جفت مياه البركة، فقررتا أن تبحثا عن مكان آخر للعيش.مرتا ببئر عميقة، فيها ماء وفير، فقالت ضفدعة لصديقتها: يا له من بئر كثير الماء، سنسكن هنا، هيا لنقفز!وكانت الضفدعة الأخرى حكيمة، فقالت لصديقتها: لنفترض أننا قفزنا إلى البئر، حيث الماء وفير، والطعام كثير، ولكن هل فكرت كيف سنخرج من هنا مرة أخرى؟!لا تفعل شيئا دون النظر في العواقب، البدايات سهلة على الجميع لا تحتاج إلا الخطوة ولكن المهارة تكمن في محطة الوصول!إن أول ما يتعلمه الطيارون هو الهبوط!العاقل يفكر في العاقبة والمآل أولا، لأن الحياة المبنية على التهور، وردات الأفعال تؤدي إلى الفشل! المناهج الدراسية بكل ما فيها من كتب، ووسائل تعليمية، وأدوات تقويم ليست إلا وسيلة! تنظر الدولة في الإنسان، وترى الشكل الذي تريده أن يكون عليه بعد سنوات، القيم التي يجب أن تكون لديه، المهارات التي يجب أن يتقنها، فتضع هذه المناهج بناء على هذا التصور! منع المسلمون من القتال في مكة لأن العقيدة قبل السيف، ولأن السيف الذي لا تحكمه العقيدة ما يلبث إلا أن يصير أداة عدوان، أما متى تمكنت العقيدة من المرء تأدب السيف بها، وفهم صاحبها الغاية من حمل السيف، لهذا حين دخل ربعي بن عامر على رستم قائد الفرس قال له لقد ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام!ربعي بن عامر لم يكن إلا صنيعة هذا النبي العظيم الذي كان يعرف منذ البداية إلى أين يريد أن يصل! قال معاوية مرة لعمرو بن العاص: ما بلغ من دهائك؟فقال له عمرو: ما دخلت في أمر إلا وعرفت كيف أخرج منه!فقال له معاوية: أما أنا فلا أدخل في أمر أريد الخروج منه!
copy short url   نسخ
31/05/2022
220