الرياض- قنا- شاركت دولة قطر في الاجتماع الوزاري التحضيري لقمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر الثانية الذي عقد أمس في العاصمة السعودية الرياض، بوفد ترأسه سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي.
وأكد سعادته، في كلمة خلال الاجتماع، أن أهمية هذا الاجتماع التحضيري للقمة الثانية لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي تم الإعلان عنها في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 وحظيت بتفاعل دولي كبير، انعكست في مشاركة دولية واسعة تتضمن رؤساء وقادة دول وصناع القرار في العالم، مشيرا إلى الاهتمام المتزايد بقضايا التغير المناخي التي أصبحت أحد أهم الاهتمامات الرئيسية الكبرى لدول العالم أجمع إذ يشكل تحديا كبيرا أمام البشرية لما له من آثار على التربة، والأنظمة المائية والسكان والنظم الإيكولوجية والطبيعية، ويعد تهديدا لمستقبل التنمية المستدامة.
واعتبر سعادة وزير البيئة والتغير المناخي أن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر هي فرصة كبيرة لتوحيد الجهود لتكاتف جميع دول منطقة الشرق الأوسط، خصوصا والعالم عموما من أجل حماية كوكبنا من التلوث البيئي والتصحر، وما ينتج عنهما من تغير مناخي لا تحمد عقباه على مستقبل الحياة على سطح هذا الكوكب.
وأضاف سعادته أن هذه المبادرة من شأنها أن تساهم في إثراء التنوع الحيوي بمنطقة الشرق الأوسط، كما أنها فرصة لمتابعة التعاون المثمر مع المبادرات البيئية الإقليمية والعالمية الأخرى ذات الصلة بهدف الحد من آثار ظاهرة التغير المناخي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مؤكدا دعم دولة قطر للعمل المشترك كركن أساسي في مواجهة تحديات المنطقة الإقليمية، حيث أعلنت خلال العام الماضي دعمها لمبادرة الشرق الأوسط من خلال زراعة عشرة ملايين شجرة بحلول عام 2030.
ونوه سعادة الوزير باهتمام دولة قطر بالاستدامة البيئية من خلال استراتيجياتها الوطنية التي ركزت على خمس أولويات بيئية، تسعى لخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، وتحسين جودة الهواء، وتعزيز المحافظة على التنوع البيولوجي، وضمان الإدارة المستدامة والمتكاملة للموارد المائية، وتحقيق الإدارة المستدامة للنفايات وإعادة التدوير، وتحسين إنتاجية الأراضي، مشيرا إلى أن دولة قطر أطلقت خطة العمل الوطنية للتغير المناخي 2030، وهي تعمل حاليا على إقامة أول بطولة في كأس العالم بدولة قطر خالية من البصمة الكربونية.
ورحب سعادة وزير البيئة والتغير المناخي بكل الجهود المبذولة في الإعداد والتحضير لقمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر الثانية حتى تحقق الأهداف المرجوة منها لخير البشرية.
وفي نهاية الاجتماع، تم إقرار ميثاق وحوكمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر الذي يتضمن الحوكمة الإقليمية للمبادرة ونطاق عملها لتكون إطارا راسخا للتعاون والتكامل الإقليمي وتحقيق أهدافها في الحد من تدهور الأراضي، ومكافحة التصحر، وتنمية الغطاء النباتي والتنوع الأحيائي، وتعزيز التكيف مع التغير المناخي والأمن الغذائي والرفاه الاجتماعي لشعوب المنطقة، بالإضافة لمواجهة التحديات البيئية العالمية بالتعاون مع الدول والشركاء من خارج المنطقة.
ضم الاجتماع عددا من دول الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا والمنظمات الدولية بهدف التحضير لانطلاق النسخة الثانية من قمة الشرق الأوسط الأخضر المزمع عقدها في نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ المصرية، بالتزامن مع مؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.