ما فتئت الأوصاف التي يطلقها العديد من المسؤولين الأمميين، ومسؤولي المنظمات الحقوقية والإنسانية والصحية الدولية، في نعتهم لواقع المشهد المأساوي الراهن في سوريا، على خلفية استمرار مذابح غير مسبوقة، وهجمات وحشية متواصلة للنظام وحلفائه، بعدة مدن سورية، في مقدمتها حلب، ما فتئت تلك الأوصاف تؤكد كم هو الحال مفزع، لجهة أن جرائم حرب ارتكبت عبر التاريخ، في بلدان كثيرة، شهدت حروبا ونزاعات لم تصل إلى هذه المرحلة من الدموية.
وفي هذا الإطار فقد دعت منظمة «أطباء بلا حدود»، أمس، إلى وقف «حمام الدم» في حلب، بعد ساعات على تأكيد منظمة «سيف ذي تشيلدرن» أن الأطفال لم يعودوا بأمان في حلب، حتى تحت الأرض، بسبب استخدام «قنابل خارقة للتحصينات» في القصف.
أما على مستوى تطورات المشهد السياسي والدبلوماسي فقد بات موسوما، بشكل خاص، بإشارات واضحة من قبل الرئيس الأميركي، ووزير خارجيته، بأنه آن الاوان لنهج مغاير من قبل واشنطن، في تعاملها مع تداعيات الأزمة السورية، خصوصا بعد انهيار الاتفاق الأخير للهدنة.
إننا نقول، في خضم هذه التطورات المتسارعةن وفي ظل استمرار وحشية النظام وحلفائه في تنفيذهم لجرائم حرب، رصدها الإعلام النزيه والمنظمات الدولية المنصفة، إنه لا بد من تسريع الجهود وتكثيفها إقليميا ودوليا لجهة إحداث تغيير حقيقي في مقاربة نهج الحل الممكن للأزمة السورية. فلا مناص من أن توضع تطلعات الشعب السوري المشروعة في صدارة الأولويات، وفي مقدمتها إرغام النظام على وقف جرائم القصف الهمجي، الذي يستبيح فيه النظام أية منطقة يقوم بقصفها، وكأن العالم بات خاليا من القوى التي تراقب وتمنع وقوع مثل هذه الجرائم، غير المسبوقة، علنا في استفزاز واضح لضمير الإنسانية الحي.