+ A
A -
غداة «مسيرة الأعلام» الوقحة في القدس المحتلة، نظّم مستوطنون إسرائيليون، أمس، مسيرة وسط مدينة الخليل القديمة، جنوبي الضفة الغربية، بمشاركة مئات من المستوطنين انطلقوا من مستوطنة «كريات أربع» في الخليل، وجابت عدة شوارع، وصولا إلى المسجد الإبراهيمي.الاستفزازات الإسرئيلية مستمرة، وما حدث في القدس المحتلة أول أمس كان ذروتها الأبشع والأكثر وقاحة على الإطلاق، وما رافقها من اعتداءات وعمليات قمع وتنكيل وحشية بحق الفلسطينيين، الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية في القدس واعتقال العشرات منهم، يثبت أن الحكومة الإسرائيلية اختارت التصعيد طريقا عبر دعم الاعتداءات الوحشية، ومحاولات تغيير الواقع القانوني القائم في المسجد الأقصى من خلال رفع الأعلام الإسرائيلية، وأداء الصلوات التلمودية.إن ما رأيناه من أعمال عدوانية بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته في القدس، بما في ذلك البلدة القديمة وحي الشيخ جراح وباب العامود، بحراسة شرطة الاحتلال، يؤكد مرة أخرى على طبيعة المخططات الإسرائيلية الرامية لتهويد القدس، وما سمعناه من هتافات وشعارات عنصرية أطلقها المستوطنون الإسرائيليون، ومن أبرزها «الموت للعرب والفلسطينيين»، ورفع أعلام حركة «كاخ» الإرهابية المتطرفة، ومنظمة «لاهافا» الإجرامية، يؤكد أن تل أبيب تجاوزت كل الخطوط الحمراء عبر مفاخرتها بهذه المسيرة والأعمال العدوانية التي رافقتها، وهو استخفاف ممنهج بالمجتمع الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وبالإدارة الأميركية ومواقفها ومطالباتها، وكلها أمور لا يجب السكوت عنها، ولابد للمجتمع الدولي من التحرك لفرض ما أجمع عليه من قرارات، أبرزها قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية المحتلة.ما تعرضت له القدس المحتلة ومواطنوها ومقدساتها يوم الأحد هو نظام فصل عنصري بامتياز، وهو يشي بأن الاحتلال ماض في مخططاته التهويدية بأي ثمن، ما لم يواجه بموقف دولي واضح وحاسم، وهنا تكمن مسؤولية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، والتي يتعين عليها التحرك عبر فتح ملف التسوية الذي توافقت عليه من أجل وضع حد نهائي لهذه المظلمة التاريخية الفادحة.
copy short url   نسخ
31/05/2022
5