حسنا فعلت دولة الكويت الشقيقة، بدعوتها لكل من مجلس جامعة الدول العربية، إلى عقد جلسة فورية وطارئة على مستوى المندوبين، وكذلك دعوتها منظمة التعاون الإسلامي لعقد مثل تلك الجلسة الفورية والطارئة للجنة التنفيذية لها على مستوى المندوبين لبحث الأوضاع الإنسانية المتدهورة في مدينة حلب السورية، التي تتعرض أحياؤها الشرقية منذ أيام لقصف جوي عنيف من قبل قوات النظام وروسيا، موقعاً المئات من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
الدعوة الكويتية أعادت إلى الذاكرة العربية أن الضحايا الذين تمارس ضدهم الفظاعات في حلب هم عرب ومسلمون، وأن هناك مؤسسات ومنظمات جامعة للشأن العربي والإسلامي، أو هكذا يفترض. ولو أن هذه المؤسسات كانت فاعلة وقوية ومتماسكة، لربما جنبت الأبرياء الكثير من الويلات التي يتعرضون لها، فقد كان يمكن للثورة السورية أن تتلمس طريقها نحو الخلاص من الديكتاتورية والاستبداد، أو على الأقل لم يكن النظام ليستفرد بالشعب ويمعن فيهم إجرامه لو أن موقفا عربيا وإسلاميا موحدا وحازما تم اتخاذه مبكرا.
في هذا الصدد، يجدر التنبيه إلى أن الاجتماع العربي والإسلامي الذي دعت إليه الكويت سيصبح فارغ المحتوى، ما لم تنتج عنه قرارات حازمة، وآلية واضحة لتنفيذها على أرض الواقع.
لقد سئمت الشعوب العربية بيانات الإدانة والشجب والاستنكار، وآن الأوان كي ترسل الجامعة وأعضاؤها من الدول العربية رسالة لهذه الشعوب، مفادها أن المؤسسة العربية الجامعة مازالت تنبض بالحياة، وتتمتع بالقوة التي تمكنها من الدفاع عن شعوبها وعن وحدة أعضائها.