يحتفي العالم خلال أكتوبر من كل عام بالأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية. ويأتي هذا اليوم للتأكيد على أهمية الالتزام بالمبادئ المتعلقة بالدراية الإعلامية والمعلوماتية والتشديد على تطبيقها بشكل فعال وحيوي، بالإضافة إلى تطوير عدد من المبادرات المتعلقة بالدراية المعلوماتية والإعلامية. ويمثل الأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية لهذا العام عنصرا هادفا وحاسما في التشديد على ضرورة تعزيز مكانة الدراية الإعلامية والمعلوماتية في خطة التنمية الدولية.
حيث أشار عدد من أساتذة قسم الإعلام في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر إلى أهمية التربية الإعلامية والمعلوماتية في وقتنا الحالي.
ففي تصريح له بهذه المناسبة، قال أ.د. نورالدين الميلادي، أستاذ الإعلام والاتصال بقسم الإعلام: «يُعدّ الشباب بمثابة الشريان الحيوي والاستراتيجي لنهوض أي مجتمع، ونظرا أن الدّراية أو التربية الإعلامية والمعلوماتية لا غنى عنها في عصرنا الحاضر فإن ادراج الشباب في مثل هذه المبادرات يُعدّ أمرا لا مناص منه.. فالتربية الإعلامية تعني أساسا الدراية التامة بأهمية دور التكنولوجيا الحديثة في حياتنا اليومية، وما تقدّمه من خدمات في تيسير كل مجالات إدارة الشأن اليومي في أي قطاع أو تخصص مهني». .وأضاف أ.د. نور الدين: «الدراية الإعلامية تعني كذلك الوعي بخطورة الإدمان على هذه الوسائل وما يمكن أن يصاحب هذا الإدمان في الاستخدام من تأثيرات سلبية على الفرد والمجتمع. وبالتالي، فإنّ إدراج الشباب مثل هذه المبادرات سوف يساهم في بلورة رؤى مُثلى للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة وكيفية الاستفادة منها لخدمة الصالح العام». .من جانبه، أشار د. المعز بن مسعود، أستاذ الاتّصال الاستراتيجي المشارك بقسم الإعلام إلى الدور الذي تلعبه جامعة قطر في نشر المعرفة الإلكترونية موضحًا بأن جامعة قطر لها دور كبير في نشر المعرفة الإلكترونية من خلال تنظيمها للعديد من النّدوات والدّراسات والورش لنشر المعرفة الإلكترونيّة، وتوظيفها واستثمارها. وقد أثبتت جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على العديد من القطاعات مدى قدرة جامعة قطر على مواجهة التحدّيات في التحوّل إلى مجتمع المعرفة الإلكترونيّة، كما ساعدت الكفاءات التي تزخر بها الجامعة على التعرّف على ملامح، وخصائص ومقوّمات مجتمع المعرفة الإلكترونيّة المتجدّد والمتغيّرات المؤثّرة فيه، ممّا ساهم في نقل المعرفة الإلكترونيّة بمرونة وقلّص الفجوة بين الجامعة واحتياجات محيطها.
وفيما يتعلق بموضوع تكاثر المعلومات المغلوطة في عصر العولمة، قال د. عبد المطلب مكي، محاضر في الصحافة بقسم الاعلام: «يمثل انتشار الأخبار الزائفة والمغلوطة وتلك التي تشكل خرقا واضحا للقيم والأخلاق والقوانين والخصوصية، أحد أهم التحديات التي تواجه المجتمع في عصر العولمة. وتكشف العديد من الدراسات انتشار ظاهرة المعلومات المغلوطة والمغرضة إلى درجة انها أصبحت من أسلحة الصراع السياسي خاصة في الدول التي تعاني من الحروب الاهلية وعدم الاستقرار السياسي».
وبدوره أضاف، أ.د عبدالرحمن الشامي، أستاذ الصحافة الإذاعية والرقمية بقسم الإعلام: «أدى ظهور شبكة الإنترنت وتطوراتها المتسارعة، بالإضافة إلى ثورة الاتصالات في عالم الهواتف المحمولة، إلى ظهور عدد من المنصات الرقمية التي فتحت حرية التعبير على مصراعيها لجميع الأفراد من مختلف الأعمار، ومن شتى بقاع الدنيا، لا فرق يذكر بين من يسكن الحضر والقرية والبادية، غير أن هذه الحرية لم يرفقها نمو مماثل على صعيد الشعور بالمسؤولية إزاء ما يكتب وينشر ويبث أو يذاع.