+ A
A -
علي بدوان
كاتب فلسطيني أمهاتنا، جيل النكبة الأول، واجهن المصاعب بجرأة كبيرة، وصنعن من اللاشيء كل شيء. وهنا تزداد اللعنة ووطأتها حين نفقد القدرة على سرد قصّة الفلسطيني في بلاد العرب أوطاني. هذا الإنسان، المنكوب، جمل المحامل، وعلى الإلمام بمركّبات حياته السياسيّة والاجتماعيّة وتعرجاتها منذ ما قبل النكبة وحتى اللحظة الراهنة، اللحظة التي يعود بها العالم بأسره ليرى بأُمِ عينه، لحظات الحقيقة الفلسطينية في غزة وقطاعها، وفي الضفة الغربية والقدس، وفي اليرموك وعين الحلوة والوحدات وداخل عمق الوطن المحتل عام 1948. وإذا كان أحد الروائيين الروس قد قال إنّ حياة أي فرد من عامّة الشعب، يُمكن لها أن تكون قصّة عظيمة إذا رويت بطريقة جيّدة، فإنّ أعظم عُقد العيش ولحظات الملاحم يمكن لها أن تُنسى وتصدأ، إذا تُركت دون تدوين، أو تركت للذاكرة الشفهية لوحدها في عصر المعلوماتية وتكنولوجيا الرقميات.
الحاجة أم العبد مأثرة من مآثر مخيم اليرموك، وغيرها من نساء اليرموك، من رائحة فلسطين والبلاد، رائحة الميرمية والزيتون، من رائحة حيفا ويافا وعكا وصفد واللد والرملة... خرجت من فلسطين عام النكبة مع زوجها وأطفالها، لتقول فيه أن نكبة اليرموك ونكبة فلسطينيي سوريا عموماً، كانت أقسى وأشد وقعاً من نكبة الوطن عام 1948.
ومن مدينة حيفا، كتب شقيق الحاجة ام العبد، الفنان التشكيلي في الداخل عبد عابدي، ولمن كتب عنها: أشكرك عزيزي لسردك وقائع شقًيا البرتقالة التي تربطني بشقيقي والدتك لطفية رحمها الله، كان يجب ان أدوّن أنا قسم من السيرة الذاتية لكنني رسمتها إبداعاً، وقد رسمت إيحاءات النكبة حتى قبل سفري للدراسة في ألمانيا، سترجع يوماً إلى حيينا، قصيدة الشاعر عبد الكريم الكرمي (أبي سلمى) وغناء فيروز، كنت أرسم من خلالها مسيرة الرجوع، ووجه أمك كان (موتيفا) الشخوص النازحين الذين تركوا أعمق الأثر على أعمالي، يقينا أن تمثيل واقع المأساه/التراجيدية لا زالت راسخة في الوجدان، وما المعرض الأخير الذي أقمته في مدينة حيفا وغيرها تكريم لشقيقتي لطفية قبل رحيلها، ولمخيم اليرموك سوى الدليل على حبي وعشقي للعائلة كما هو مسرحية برتولد بريخت الام الشجاعة، وأنهي ما كتبه شاعر الغلابة، ناظم حكمت بندائه.... يا أهالي حلب أني أحبكم.! وأضيف أنا... يا أهالي فلسطين... أني أعشقكم..
[email protected] -
كاتب فلسطيني أمهاتنا، جيل النكبة الأول، واجهن المصاعب بجرأة كبيرة، وصنعن من اللاشيء كل شيء. وهنا تزداد اللعنة ووطأتها حين نفقد القدرة على سرد قصّة الفلسطيني في بلاد العرب أوطاني. هذا الإنسان، المنكوب، جمل المحامل، وعلى الإلمام بمركّبات حياته السياسيّة والاجتماعيّة وتعرجاتها منذ ما قبل النكبة وحتى اللحظة الراهنة، اللحظة التي يعود بها العالم بأسره ليرى بأُمِ عينه، لحظات الحقيقة الفلسطينية في غزة وقطاعها، وفي الضفة الغربية والقدس، وفي اليرموك وعين الحلوة والوحدات وداخل عمق الوطن المحتل عام 1948. وإذا كان أحد الروائيين الروس قد قال إنّ حياة أي فرد من عامّة الشعب، يُمكن لها أن تكون قصّة عظيمة إذا رويت بطريقة جيّدة، فإنّ أعظم عُقد العيش ولحظات الملاحم يمكن لها أن تُنسى وتصدأ، إذا تُركت دون تدوين، أو تركت للذاكرة الشفهية لوحدها في عصر المعلوماتية وتكنولوجيا الرقميات.
الحاجة أم العبد مأثرة من مآثر مخيم اليرموك، وغيرها من نساء اليرموك، من رائحة فلسطين والبلاد، رائحة الميرمية والزيتون، من رائحة حيفا ويافا وعكا وصفد واللد والرملة... خرجت من فلسطين عام النكبة مع زوجها وأطفالها، لتقول فيه أن نكبة اليرموك ونكبة فلسطينيي سوريا عموماً، كانت أقسى وأشد وقعاً من نكبة الوطن عام 1948.
ومن مدينة حيفا، كتب شقيق الحاجة ام العبد، الفنان التشكيلي في الداخل عبد عابدي، ولمن كتب عنها: أشكرك عزيزي لسردك وقائع شقًيا البرتقالة التي تربطني بشقيقي والدتك لطفية رحمها الله، كان يجب ان أدوّن أنا قسم من السيرة الذاتية لكنني رسمتها إبداعاً، وقد رسمت إيحاءات النكبة حتى قبل سفري للدراسة في ألمانيا، سترجع يوماً إلى حيينا، قصيدة الشاعر عبد الكريم الكرمي (أبي سلمى) وغناء فيروز، كنت أرسم من خلالها مسيرة الرجوع، ووجه أمك كان (موتيفا) الشخوص النازحين الذين تركوا أعمق الأثر على أعمالي، يقينا أن تمثيل واقع المأساه/التراجيدية لا زالت راسخة في الوجدان، وما المعرض الأخير الذي أقمته في مدينة حيفا وغيرها تكريم لشقيقتي لطفية قبل رحيلها، ولمخيم اليرموك سوى الدليل على حبي وعشقي للعائلة كما هو مسرحية برتولد بريخت الام الشجاعة، وأنهي ما كتبه شاعر الغلابة، ناظم حكمت بندائه.... يا أهالي حلب أني أحبكم.! وأضيف أنا... يا أهالي فلسطين... أني أعشقكم..
[email protected] -