+ A
A -
حلب - خاصة الاحياء الشرقية- تجاوز مايحدث فيها من توصيف بالكارثة، إلى ماهو أفظع، وليس هنالك ماهو أفظع، من إحراق حتى المستشفيات، في إطار عملية شريرة، فظائعية ممنهجة، كيلا يبقى حتى رسل الإنسانية والجرحى،على قيد الحياة.. والحياة- أصلا-في هذه المدينة المنكوبة، شحيحة بكل المقاييس.
مما يدعو للأسف.. بل الحزن العميق، ان مايحدث في هذه المدينة من فظائع، لم يحرك الضمير الأممي، إلا بعبارات الشجب والاستنكار والتنديد، والتوصيف بأن مايحدث يعتبر من الجرائم ضد الإنسانية.
عربيا، استنكر من استنكر، وندد من ندد.. وهاهو أخيرا مجلس الجامعة سيجتمع على مستوى المندوبين الدائمين، في اجتماع استثنائي، لبحث الأوضاع الكارثية في مدينة الجرائم والفظائع، والمخططات الآثمة، الشريرة.
بالطبع، شيء أفضل من لاشيء.. ولئن كنا نحمد لمجلس الجامعة هذا التحرك، لإننا كنا لنأمل بالتأكيد، أن يكون الاجتماع على المستوى الوزاري، ليخرج بجملة قرارات قوية، ولازمة لتدارك بأسرع وقت مايمكن تداركه، ولن يكون ذلك إلا بالضغط على السلطة الأممية، لتخرج من إكليشيهات الشجب والتنديد والإدانة، إلى الفعل الذي يحفظ ماتبقى من الأرواح.
للأمم عصا.. وإننا لنتساءل بمنتهى الحسرة: إذا لم ترفع الأمم، عصاها في زمن الانظمة الشريرة، والرؤساء الذين يقتلون شعوبهم، فمتى ترفع هذه العصا إذن؟
أيضا، إننا لنتساءل ذات السؤال، ونحن لا نرى من الدول التي تتشدق بحماية حقوق الإنسان، وحراسة اتفاقية جنيف، إلا مايشبه تماما إكليشيات الأمين العام للأمم المتحدة.
حلب الآن، في أسوأ الفظائع.. ومن العار لهذا العالم، أن يظل هكذا لامباليا، إذا لم نقل «أنه متواطئ تماما مع القتلة» ومابين القوسين، هو الآن لسان حال السوريين الذين هم في لظى نيران البراميل المتفجرة، والصواريخ والمقاتلات.. وبين أنياب الموت جوعا.. والموت جوعا هو أحد أجندة نظام الأسد الشرير.
copy short url   نسخ
04/10/2016
513