تستضيف الجزائر غدا القمة العربية العادية الحادية والثلاثين وسط ظروف وأوضاع في غاية الصعوبة، الأمر الذي يفترض على الجميع الارتقاء إلى مستوى المسؤولية والبحث عن حلول من شأنها مواجهة التحديات، وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية، والصراع العربي الإسرائيلي، وسبل تعزيز العمل العربي المشترك، فضلا عن الأوضاع المتردية في العديد من الدول العربية.

تنعقد هذه القمة فيما تواجه العديد من الدول العربية حالة غير مسبوقة من الفوضى تنذر بتداعيات في غاية الخطورة، بالإضافة إلى التداعيات الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، وجائحة كورونا وانتشار الفقر والأمراض وأزمة الغذاء المستفحلة التي تأثر منها الجميع، وغياب أي أفق ينبئ بأن الأمور قد تسير نحو الأفضل.

معظم البيانات الصادرة عن القمم العربية تضمنت دعوات للتضامن العربي قولاً وعملاً، في التعامل مع التطورات التي تمر بها المنطقة، وعلى الضرورة القصوى لصياغة مواقف عربية مشتركة في مواجهة التحديات كافة، لكن كل ذلك بقي حبرا على ورق لغياب الإرادة الحقيقية وتضارب المصالح والمواقف والرؤى، والآن فإن الصورة السائدة هي الأسوأ على الإطلاق، الأمر الذي يستدعي الخروج بقرارات على مستوى التحديات هدفها إنجاز شيء له معناه للخروج من حالة اليأس والإحباط السائدة.

إن انعقاد القمة في الجزائر مدعاة للتفاؤل نظرا لما يتمتع به هذا البلد العربي من مكانة لدى العرب جميعا، والأمل معقود على قرارات بحجم التحديات تفتح نافذة للأمل بعد سنوات من اليأس وعدم اليقين.