+ A
A -
في القرن التاسع عشر الميلادي وتحديدا في العام 1870 جاءت عائلة من قرية مجاورة وسكنت بلدتي.. وكانت مرابع طفولتنا في المنطقة التي أقامت بها هذه العائلة، والتي تقع غرب دير غسانة بلدتي، التي تقع شمال غرب رام الله.. وبلدتي مشهورة في بلاد الشام ومصر والخليج وأوروبا بفعل قصيدة «غمزة» التي ألقاها الشاعر مريد برغوثي في ساحة تلك البلدة في امسية شعرية هي الأولى التي تقام فيها..وذلك لما للغمزة من تأثير على اجيال الشباب والشياب من الجنسين..
كنت اذهب واختبئ خلف القبر المقام عليه بناء مستطيل من حجر ابيض ومنقوش في وسطه لوحة شعرية كتب عليها:
عبد الله رب العرش ارشده
إلى الهدى وبنور الحق يهتدي
بتوقيع إمام وخطيب مسجد البلدة الشيخ الازهري خالي محمود البرغوثي رحمه الله..
صادقت احفاد عبد الله.. بنين وبنات.. وذات يوم سألت خالي: من هذا الذي كتبت به شعرا وتقول رب العرش ارشده.. وسألت: هل كان شيوعيا ملحدا؟
ضحك ملء شدقيه.. وقال هذه عائلة من قرية مجاورة دخلت الإسلام فجاء بهم جدهم إلى بلدتنا للحماية خوفا من الانتقام..
وزاد تعلقي بهذه الاسرة الكريمة التي بدأت ازورها كل يوم لاجد لديها الانجيل والقرآن.. فيما اجد اهتماما كبيرا من جميع اهل البلدة بها..
عائلة مسيحية اعتنقت الإسلام في العهد العثماني.. ليس خوفا من العثمانيين الذين لم يكن لهم وجود في تلك البلدة ولكن لأن «عطا الله» الذي اصبح عبد الله.. جد الاسرة وصل إلى قناعة ان الإسلام هو الدين الخاتم.. وقد وصلته الدعوة الإسلامية ويخشى اذا لم يسلم أن يكون من الكافرين.. قلت لكن اهل الكتاب ليسوا كافرين فقال.. القرآن يقول «إن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة»: وهذا الرجل عطا الله جاءته البينة والبينة ان هداه الله إلى ان محمدا هو الرسول الخاتم.
قلت لكن لا اكراه في الدين.. قال: لم يكرهه احد على أن يسلم.. وباتت عائلته يطلق عليها «المهتدي البرغوثي» حتى يظن من يسمع الاسم ان البرغوثي اهتدى مؤخرا.. وترسخ يقينا أن عبد الله كان مسيحيا وبات مسلما وليس إرهابيا..كما يدعون أن كل «عبد الله إرهابي».
نبضة اخيرة
حتى من يقرأ الحروف بالمقلوب سوف يكتشف أن اسمك منقوش على صدر بردته..
بقلم : سمير البرغوثي
كنت اذهب واختبئ خلف القبر المقام عليه بناء مستطيل من حجر ابيض ومنقوش في وسطه لوحة شعرية كتب عليها:
عبد الله رب العرش ارشده
إلى الهدى وبنور الحق يهتدي
بتوقيع إمام وخطيب مسجد البلدة الشيخ الازهري خالي محمود البرغوثي رحمه الله..
صادقت احفاد عبد الله.. بنين وبنات.. وذات يوم سألت خالي: من هذا الذي كتبت به شعرا وتقول رب العرش ارشده.. وسألت: هل كان شيوعيا ملحدا؟
ضحك ملء شدقيه.. وقال هذه عائلة من قرية مجاورة دخلت الإسلام فجاء بهم جدهم إلى بلدتنا للحماية خوفا من الانتقام..
وزاد تعلقي بهذه الاسرة الكريمة التي بدأت ازورها كل يوم لاجد لديها الانجيل والقرآن.. فيما اجد اهتماما كبيرا من جميع اهل البلدة بها..
عائلة مسيحية اعتنقت الإسلام في العهد العثماني.. ليس خوفا من العثمانيين الذين لم يكن لهم وجود في تلك البلدة ولكن لأن «عطا الله» الذي اصبح عبد الله.. جد الاسرة وصل إلى قناعة ان الإسلام هو الدين الخاتم.. وقد وصلته الدعوة الإسلامية ويخشى اذا لم يسلم أن يكون من الكافرين.. قلت لكن اهل الكتاب ليسوا كافرين فقال.. القرآن يقول «إن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة»: وهذا الرجل عطا الله جاءته البينة والبينة ان هداه الله إلى ان محمدا هو الرسول الخاتم.
قلت لكن لا اكراه في الدين.. قال: لم يكرهه احد على أن يسلم.. وباتت عائلته يطلق عليها «المهتدي البرغوثي» حتى يظن من يسمع الاسم ان البرغوثي اهتدى مؤخرا.. وترسخ يقينا أن عبد الله كان مسيحيا وبات مسلما وليس إرهابيا..كما يدعون أن كل «عبد الله إرهابي».
نبضة اخيرة
حتى من يقرأ الحروف بالمقلوب سوف يكتشف أن اسمك منقوش على صدر بردته..
بقلم : سمير البرغوثي