+ A
A -
محمد سلامة كاتب أردني
دعوات في ليبيا لتشكيل هيئة لإنقاذ الدستور، ودعوات مضادة لتشكيل حكومة جديدة باعتبار أن حكومة الوحدة فشلت في المرحلة الانتقالية بعدما تأجلت الانتخابات، والامم المتحدة تحاول إيجاد أرضية مشتركة لإعادة المسار السياسي.
ليبيا اليوم بحكومتين وبرلمانين وجيشين ومؤسسات قائمة بقوانين نافذة لا تتبع بعضهما البعض سوى في الشكليات، ليبيا الغرب (طرابلس) مدعومة من تركيا ترفض المساومات على أي محاولات فرنسية وأممية تعيد الجنرال حفتر إلى الواجهة السياسية مهما كانت التضحيات، وبرلمانها وحكومتها وجيشها بتراتبية عسكرية مختلفة تماما عن ليبيا الفرنسية (بنغازي).
ليبيا اليوم سائرة إلى التقسيم وبيد أبنائها دون سواهم، والاحتراب قد لا يتوقف لأن القسمة وحدها لا تنهي المشكلة، كون المتناطحين يريدون الهيمنة على ثرواتها النفطية ويمارسون النفاق السياسي ويتطلعون إلى الخارج لحمايتهم، ولا أحد لديه مشروعية شعبية لما يقوم به، فالجنرال محترف في فرض الأمن بمناطق تواجده في الشرق الليبي، فالقبضة الحديدية لأجهزته وقواته على العاصمة بنغازي وكامل حدوده مع مصر جعلته لاعبا قويا، كما أنه يحظى بدعم سياسي فرنسي وبمليشيات فاغنر الروسية وغير ذلك، وفي الغرب فإن حكومة الدبيبة تحظى بدعم أمني تركي وبغطاء أممي هش، ولا مجال للحديث عن وحدة ليبيا بوجود جنرالها في الشرق.
الأمم والشعوب تقاتل من أجل أن تتوحد وتكبر وتقوى لدرء الاخطار عن ذاتها، ونحن نتقاتل من أجل القسمة والتقسيم ونضعف وتنخرنا التدخلات ونتباهى بها، ولا نرضى بغير السيف حكما بيننا، فيما إذا اختلفنا مع غيرنا الأجنبي نظهر على هشاشتنا ونقبل بما تعطيه لنا الأمم المتحدة من قرارات ونقبل المساومة عليها وبأقل القليل ولا نخجل من أنفسنا وما نقدمه لشعوبنا.
{ الدستور الأردنية
copy short url   نسخ
28/12/2021
111