شهدت الولايات المتحدة العام الماضي مليونا و197 ألف جريمة، بينها 15 ألفاً و696 جريمة قتل، أي أن عدد الذين قتلوا يفوق ضحايا الأعمال الإرهابية منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001، وحتى يومنا الحاضر.
محاربة الإرهاب هدف عالمي، وهو يستحق أن تُحشد له كل الإمكانيات الدولية، كما نرى اليوم، لكن ضحايا الجرائم من النوع الذي كشف عنه تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي قلما يتم الحديث عنهم، ومن بين هؤلاء، ضحايا 90 ألفاً و185 جريمة اغتصاب.
القتل هو القتل، سواء تم بسلاح داعش، أو بسلاح مهووس بإسالة الدماء، وللإنصاف فإن جرائم الإرهاب تهدد العالم بأسره، وهي يمكن أن تصبح أكثر شراسة ما لم تُواجه بحزم وقوة، ومع أن تنظيم داعش يواجه ساعاته الأخيرة، إلا أن ذلك لا يعني بأن الأمور ستكون بخير، ولو أن العالم أنفق جزءا يسيرا، كمساعدات تنموية، مما ينفقه اليوم على مكافحة إرهاب هذا التنظيم ربما ما وصلت الأمور إلى ما نرى.
بالعودة إلى التقرير، فإن مدير «إف بي آي» جيمس كومي أرفقه برسالة قال فيها «نحن بحاجة إلى المزيد من الشفافية والمساءلة مع قوات فرض القانون، ونحن كذلك بحاجة إلى حوارات أفضل وأغنى معلوماتياً عن الجريمة وحفظ النظام في هذا البلد».
التقرير جاء عقب توترات متصاعدة، شهدتها الولايات المتحدة، جراء مقتل عدد من الأميركيين من أصول إفريقية، على أيدي رجال الشرطة، الأمر الذي أدى لاندلاع احتجاجات، تخللتها أعمال شغب، وهي أعمال مرشحة للتفاقم أكثر فأكثر، ولو أن الولايات المتحدة أنفقت المزيد من الأموال على المجتمعات الفقيرة، وعلى تطوير المراكز التعليمية والصحية والاجتماعية فيها، ربما كانت ستوفر على نفسها الكثير، على اعتبار أن الاحتجاجات سوف تتكلف أضعاف ذلك.
نعود للإرهاب، ومن كل ما نراه فإن التنظيمات الإرهابية كانت على الدوام وسيلة الدول الكبرى في حروبها الباردة والساخنة، وداعش هي الدمية التي يتم استخدامها حاليا، وقد رأينا دمى عدة في الماضي، كما هو الحال بالنسبة للجيش الأحمر الياباني، وجماعة بادر- ماينهوف، وغيرها كثير انتهت جميعا إلى زوال.
بقلم : حسان يونس
محاربة الإرهاب هدف عالمي، وهو يستحق أن تُحشد له كل الإمكانيات الدولية، كما نرى اليوم، لكن ضحايا الجرائم من النوع الذي كشف عنه تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي قلما يتم الحديث عنهم، ومن بين هؤلاء، ضحايا 90 ألفاً و185 جريمة اغتصاب.
القتل هو القتل، سواء تم بسلاح داعش، أو بسلاح مهووس بإسالة الدماء، وللإنصاف فإن جرائم الإرهاب تهدد العالم بأسره، وهي يمكن أن تصبح أكثر شراسة ما لم تُواجه بحزم وقوة، ومع أن تنظيم داعش يواجه ساعاته الأخيرة، إلا أن ذلك لا يعني بأن الأمور ستكون بخير، ولو أن العالم أنفق جزءا يسيرا، كمساعدات تنموية، مما ينفقه اليوم على مكافحة إرهاب هذا التنظيم ربما ما وصلت الأمور إلى ما نرى.
بالعودة إلى التقرير، فإن مدير «إف بي آي» جيمس كومي أرفقه برسالة قال فيها «نحن بحاجة إلى المزيد من الشفافية والمساءلة مع قوات فرض القانون، ونحن كذلك بحاجة إلى حوارات أفضل وأغنى معلوماتياً عن الجريمة وحفظ النظام في هذا البلد».
التقرير جاء عقب توترات متصاعدة، شهدتها الولايات المتحدة، جراء مقتل عدد من الأميركيين من أصول إفريقية، على أيدي رجال الشرطة، الأمر الذي أدى لاندلاع احتجاجات، تخللتها أعمال شغب، وهي أعمال مرشحة للتفاقم أكثر فأكثر، ولو أن الولايات المتحدة أنفقت المزيد من الأموال على المجتمعات الفقيرة، وعلى تطوير المراكز التعليمية والصحية والاجتماعية فيها، ربما كانت ستوفر على نفسها الكثير، على اعتبار أن الاحتجاجات سوف تتكلف أضعاف ذلك.
نعود للإرهاب، ومن كل ما نراه فإن التنظيمات الإرهابية كانت على الدوام وسيلة الدول الكبرى في حروبها الباردة والساخنة، وداعش هي الدمية التي يتم استخدامها حاليا، وقد رأينا دمى عدة في الماضي، كما هو الحال بالنسبة للجيش الأحمر الياباني، وجماعة بادر- ماينهوف، وغيرها كثير انتهت جميعا إلى زوال.
بقلم : حسان يونس