تنعقد القمة العربية في ظل ظروف استثنائية وتحديات سياسية وأمنية واقتصادية غير مسبوقة، ما يحتم على القادة العرب الوصول إلى حلول وقواسم مشتركة، للعديد من القضايا الهامة والملحة، ومما لا شك فيه أن مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في أعمالها، يؤكد حرص دولة قطر على المساهمة بشكل فعال في بلوغ الأهداف المرجوة من انعقادها، بما عُرف عن قطر من حرص على وحدة الصف العربي، والعمل الجاد والدؤوب على إنجاح كل عمل مشترك، للوصول إلى الغايات المرجوة، وعلى رأس كل ذلك تأتي القضية الفلسطينية، التي كانت على الدوام قضية العرب الأولى، والتي وصفها فخامة الرئيس الجزائري في حديثه لوكالة الأنباء القطرية، بأنها «أم القضايا عبر كل الأزمنة».
وبالإضافة إلى الأزمات الداخلية التي تعصف بالعديد من الدول العربية، تبرز قضية الأمن الغذائي، باعتبارها من أخطر الأزمات، خاصة في ظل التداعيات الدولية، كما تبرز مسألة الخلافات العربية - العربية التي تحتاج إلى حلول في حجم التحديات الصعبة التي أفرزتها.
إن انعقاد القمة في الجزائر، وانطلاقها في الأول من نوفمبر، ذكرى الثورة الجزائرية، مدعاة لتوقع نتائج بحجم هذه الذكرى الكبيرة والغالية على قلوبنا، والتي تعيش في وجدان العرب جميعا، ويبقى الأمل معقودا على خروج «قمة لمّ الشمل» بقرارات في حجم التحديات التي تواجه أمتنا العربية، وتعبر بأمانة وواقعية عن هموم العرب جميعا، لتجاوز حالة اليأس والإحباط الراهنة.