حظيت القضية الفلسطينية بالاهتمام الأكبر خلال اجتماعات الدورة العادية الحادية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، والتي تزامنت مع حدثين مهمين ولهما مغزاهما، هما الذكرى السنوية الـ«105» لوعد بلفور، وفوز معسكر رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو بانتخابات الكنيست، الأمر الذي سيمكنه ومعسكره الأكثر تطرفًا من تشكيل الحكومة المقبلة، مع ما يعنيه ذلك من انعكاسات سلبية على مجمل الأوضاع في الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

لقد حسم الناخبون الإسرائيليون موقفهم وكان واضحا أن تصويتهم لمعسكر نتانياهو هو تصويت للتطرف والعنف واللاحل، دون أن يكون لدى الجانب الفلسطيني، في المقابل، القدرة على الرد، خاصة في ظل حالة الانقسام السائدة، ومع أهمية ما صدر عن القمة العربية لجهة التأكيد على دعم الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، إلا أن استمرار حالة الانقسام الفلسطيني لن يقود إلى أي نتائج إيجابية على الإطلاق، على صعيد استثمار الدعم العربي في ظل حالة التشرذم التي أفادت الإسرائيليين في المقام الأول.

إن إصلاح البيت الفلسطيني يكتسب أهمية خاصة أكثر من أي وقتٍ مضى، من أجل مواجهة التحديات الصعبة، وأبرزها عودة اليمين الإسرائيلي المتطرف، مع ما يعنيه ذلك على صعيد تجميد أي حل يمكن التوصل إليه، وفي هذا الصدد نقدّر عاليًا الجهود الجزائرية الرامية إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية، والمواقف الثابتة للجزائر في دعم هذه القضية التي هي قضية العرب جميعًا.