بكل ذوق وأدب اتصلت الكاتبة والشاعرة والأديبة المغربية الزميلة الدكتورة سعاد درير، صاحبة الحس الرفيع والقلم الرشيق، الذي ينثر حروفا متمكنة من الإمساك بالكلمة، لتضعها في لوحة المقال، كما رسام ماهر يعرف أين يضع لمسة ريشته في لوحة تبهر الإبصار..
اتصلت تسألني عن الحلقة الثانية من «أدب الرسائل في ذمة التكنوجيا» التي نشرتها في زاوية نبضة.. أرسلتها وأنا في عمان.. وحين قلت لها، انشغلت وليس لدي الوقت.. استأذنت برقة الأديبة أن تكتب هي، فأسعدني الطلب، ولم أتردد وقلت: هي لك سيدتي.. لإيماني أنه عندما تكتب كاتبة بحجم الدكتورة سعاد درير في هذا الموضوع فسوف تعطيه حقه، وسوف تؤدب الرسائل وإن خرجت عن المضمون..
«الرسالةُ تُعادِلُ وردةً تمدها بحنان لِمَنْ تُحِبُّ، فكلما تَضَوَّعَ أريجُ وردتك سَكَنْتَه أنتَ وسكنَك هو.. وعند بابكما خَيَّمَ الشوقُ، وبالمثل خَيَّمَ الشوكُ: شوكُ النوى، شوك الإكراه، شوكُ القَدَر وقِسْ على ذلك.. وتضيف في مقالتها بالحلقة الأولى من إبداعها «رائحة العشق المنبعثة من حقيبته»
مَن منا (عن الإناث أتحدث) لم تَسْعَدْ بِـ (أو تُصْدَمْ في) رسالة ورقية زُفَّتْ إليها على جناح الشوق، زُفَّتْ إليها بكل الحُبّ (الحقيقي أو الْمُزَيَّف)، تتقدَّمُها وردةٌ تعبق بعطرها الخُرافي، أو تتأبَّطُها ربطةُ عنُقِ قارورةِ عطرٍ أنيقةٍ فاخرةٍ، ولسانُ حالِ الرسالةِ: «افتحوا البابَ.. افتحوا الباب يا أحباب! عصفورُ الحُبّ يُحيّي ويُقَبِّلُ الأيادي والأقدامَ والأعتاب»..هذا التقديم جعلني انحني لما كتبت وسيكتب عن أدب لم يتطرق إليه أحد من قبل بهذا المضمون..
نعم دكتورة سعاد.. مع الشكر الموصول لقلمك وفكرك.. فإني أعترف أن لك الفضل في التأسيس لأدب الرسائل.. وإن كان قلمك انتحى إلى تحليل ما فاحت به الحقيبة.. فما تضمنته رسائل مي وجبران والعقاد ومي وغسان كنفاني وغادة السمان وغيرهم من أدباء أجانب هي بحق تأسيس لأدب.. كنا نتعلمه في مرحلة الثانوية، بطلب من معلم الفصل أن يكتب كل منا رسالة إلى جندي في المعركة وإلى الأم وإلى صاحب الجلالة.. وكانت الرسائل إلى الأمهات والحبيبات هي التي تحصل على العلامات الكاملة لما تتضمنه من بلاغة.
لقد قلت إن أدب الرسائل في ذمة التكنولوجيا، ومن ثم علينا إعادة النظر في مناهج التعليم ليكون هناك درس في أدب الرسائل.. وما احتوته حقيبة الزميلة الدكتورة سعاد يؤسس لمثل هذا المنهج..
نبضة أخيرة
مددت جسرا بين قلبي وقلبها.. فعبرت عليه جيوش الحرف تطالب بـ«عرشها».
بقلم : سمير البرغوثي
اتصلت تسألني عن الحلقة الثانية من «أدب الرسائل في ذمة التكنوجيا» التي نشرتها في زاوية نبضة.. أرسلتها وأنا في عمان.. وحين قلت لها، انشغلت وليس لدي الوقت.. استأذنت برقة الأديبة أن تكتب هي، فأسعدني الطلب، ولم أتردد وقلت: هي لك سيدتي.. لإيماني أنه عندما تكتب كاتبة بحجم الدكتورة سعاد درير في هذا الموضوع فسوف تعطيه حقه، وسوف تؤدب الرسائل وإن خرجت عن المضمون..
«الرسالةُ تُعادِلُ وردةً تمدها بحنان لِمَنْ تُحِبُّ، فكلما تَضَوَّعَ أريجُ وردتك سَكَنْتَه أنتَ وسكنَك هو.. وعند بابكما خَيَّمَ الشوقُ، وبالمثل خَيَّمَ الشوكُ: شوكُ النوى، شوك الإكراه، شوكُ القَدَر وقِسْ على ذلك.. وتضيف في مقالتها بالحلقة الأولى من إبداعها «رائحة العشق المنبعثة من حقيبته»
مَن منا (عن الإناث أتحدث) لم تَسْعَدْ بِـ (أو تُصْدَمْ في) رسالة ورقية زُفَّتْ إليها على جناح الشوق، زُفَّتْ إليها بكل الحُبّ (الحقيقي أو الْمُزَيَّف)، تتقدَّمُها وردةٌ تعبق بعطرها الخُرافي، أو تتأبَّطُها ربطةُ عنُقِ قارورةِ عطرٍ أنيقةٍ فاخرةٍ، ولسانُ حالِ الرسالةِ: «افتحوا البابَ.. افتحوا الباب يا أحباب! عصفورُ الحُبّ يُحيّي ويُقَبِّلُ الأيادي والأقدامَ والأعتاب»..هذا التقديم جعلني انحني لما كتبت وسيكتب عن أدب لم يتطرق إليه أحد من قبل بهذا المضمون..
نعم دكتورة سعاد.. مع الشكر الموصول لقلمك وفكرك.. فإني أعترف أن لك الفضل في التأسيس لأدب الرسائل.. وإن كان قلمك انتحى إلى تحليل ما فاحت به الحقيبة.. فما تضمنته رسائل مي وجبران والعقاد ومي وغسان كنفاني وغادة السمان وغيرهم من أدباء أجانب هي بحق تأسيس لأدب.. كنا نتعلمه في مرحلة الثانوية، بطلب من معلم الفصل أن يكتب كل منا رسالة إلى جندي في المعركة وإلى الأم وإلى صاحب الجلالة.. وكانت الرسائل إلى الأمهات والحبيبات هي التي تحصل على العلامات الكاملة لما تتضمنه من بلاغة.
لقد قلت إن أدب الرسائل في ذمة التكنولوجيا، ومن ثم علينا إعادة النظر في مناهج التعليم ليكون هناك درس في أدب الرسائل.. وما احتوته حقيبة الزميلة الدكتورة سعاد يؤسس لمثل هذا المنهج..
نبضة أخيرة
مددت جسرا بين قلبي وقلبها.. فعبرت عليه جيوش الحرف تطالب بـ«عرشها».
بقلم : سمير البرغوثي