إهداء إلى الزميلين «محمد المري وبن سيف»
راودتني قبل بلوغ سن الرشد، وسألت الله أن يصرف عني السوء والفحشاء ويصلح لي أمري، ولكن لست ابن يعقوب حتى أرى برهان ربي.. فوقعت في عشقها وعانيت من الوجد.
نعم.. وقعت في غرامها قبلك يا ابن سيف، وأول حرف في اسمها أيضا هو «السين» وتحمل في شاحط ثوب العرس الأبيض أرق ما تحمله الأنثى «التاء»، وشاركتني منذ حصلت على شهادة ميلادي «الياء والراء»، ووقفت مدافعا عنها في القبيلة، إنها الجميلة التي تساهرني، تراقصني أحلق معها في السقوف، وأتلفع بها في الكهوف، تضيء ليلي الحالك، وتنعش صدري المتهالك، وهي عنوان الرجولة..
وبها تشببت في الطفولة، ولأجلها طردت من مجلس «الحمولة»، وحين ضبطت متلبسا معها، وشت بي مديرة المدرسة، واتهمتني بإتيان فعل فاضح، في صباح يوم شتوي صارخ، طردت من المدرسة، لولا تدخل شاهبندر التجار الحريص على ترويجها وللشباب تزويجها..
هي ذاتها التي وقعت في غرامها أنت بعد أربعين عاما، وقد وقعت في عشقها قبل أربعين عاما، رافقتني في الحقول، وخبأتها في الفصول، وصاحبتني في السيارة والطيارة، لم تشغلني عنها حسان هاواي، ولا فاتنات هونولولو.. دللتها، تنام على صدري، تلون بأنفاسها شعري وتبعث العشق في كبدي.. وأقسمت أن ترافقني إلى قبري...
نعم يا ابن سيف إنها هي نفسها.. التي حذرك منها «أبو حمد» وحذرني منها مختار البلد، وقال لي يوما، امض من هنا يا ولد، تخلص من هذا الغرام النكد، هي نفسها التي في رأسها سم وفي ذيلها هاوية وفي أوسطها يتم وجنازة،،
سأقولها لك بصراحة.. لقد يتمتني بقتل والدي وخالي وعمي وسممت دمي وأرفقت بحالي فاستدعت الإسعاف الذي حملني إلى النطاسي الشفاف جراحة ماهرة ولا تخاف.. وهي أيضا انثى دكتورة.. اسمها كورنيلا.. قالت: قتلتك.. ألا زلت تعشقها.. قلت منذ أمس طلقتها.. ولن أعود أنفث سمها.. غيرت شراييني الأربعة..
وها قد راودتك بصراحة عشية صدور قانون يعالج تعاطيها ويبين مآسيها ويفرض غرامات على من يدانيها..
استعذ بالله منها يا ابن سيف واسأله أن ينجيك منها فلا شر هناك أكبر من شرها.. وإن كانت كلها على بعضها «سيجارة» فخاتمتها «هاوية» ورفقتها «خسارة»..
**
نبضة أخيرة
المرأة ليست أداة لإطفاء الشهوة وإرضاع الطفولة.. المرأة وطن لتربية واحتضان الرجولة.
بقلم سمير البرغوثي