- مي زيادة تُعَلِّمُهُم فَنَّ القيادةِ.. قيادة العاطفة
- غالا لم تدفعْها ثمالةُ الحُبِّ إلى إسقاطِ تاجِ حكمتِها بين يدي حبيبها إيلوار!
صباح الحَرف.. مساء الحَرْف
وللرسائل ضَوْعٌ وطِيب ورُضَاب، ولقصائدِ حُروفِ عُشَّاقِ الرسائلِ نظرة وابتسامة وإعجاب.
شربنا بين يدي زمن رسائل مي أحلى كأس يمكن لعاشق أن يمدّ لها شفتيه.. كيف لا يا سادة والمقام مقام بنت زيادة التي عَلَّمَتْنا كيف تَتَرَنَّحُ الحروفُ من فرط سكرة الحُبّ، الحُبّ يوم كان للحُبّ كلمة وسلطان..
الآنسة مي ليست سوى تلك المرأة البلورية التي نَصبَتْ للعشق خيمةً، خيمة زَيَّنَتْها ستائر مخملية من الحرير وبَسطَتْ فيها زرابي الكلام التي نَسَجَتْها يَد وأيّ يَد! يَد مي التي تَقْطر أصابعها شهداً يَضُمُّ الخيطَ إلى الخيط حرفاً حرفاً..
خيمة مي هذه شكلتْ مزاراً تَقصده القوافل وتَتَبَتَّلُ إليها فيه القبائل زُهْداً في غير مي، ولكم أن تتصوروا كيف كان ذُكورُ القبيلةِ وكُلّ قبيلةٍ ينقادون بقُدرةِ جاذبيةِ فوحِ رائحةِ الكَلِم إلى خيمة العشق!
ولا غرابة أن يتساقط الذكورُ صرعى عند بابها (مي)، فالعشق سَيِّدُ المقام، وعيون مي تستحق أن تنحني لها الهاماتُ تقديراً للجمال النابض في قلبها وعقلها معاً.
غير أن جرحَ الرحيل النازف شَوَّهَ معالمَ الجمال ذاك الذي قُلنا إنه كان ثروةَ مي. مي المسكينة يَتَمَرَّغُ جمالُها في التراب، ويتوارى تاريخُها الثقافي الْمُشَرِّف بعد تداعي جدران الصَّرْح الكبير الذي شَيَّدَتْه بنضالها الفكري والأدبي حين تتوارى القاماتُ الكبيرة التي كانت ترَكض وتُهَرْوِلُ وتزحف من كل مكان سعياً إلى لقياها.
ومتى لقياها؟!
لقياها يوم كان للحُبّ لسان وكان لسقفه أمان..
الحُبُّ يصبح لعنةً حين يُنصِتُ لِمُحَرِّك الرغبة المجنونة التي بانطفائها ينطفئ (الحُبّ)..
ولهذا يكتشف طُلاَّبُ الزواج بعد فتح الباب أن جمرةَ الحُبّ انطفأتْ بينهم وبين شريكاتهم إلى الدرجة التي تجعلهم زاهدين في الحوار وناقمين على الخطوة التي قَطَعوها بإصرار..
هل هذا ما وصلَتْ إليه تأملاتُ الصبية الحسناء مي في كتاب الحياة وجَعَلها تُغادر صَفَّ الزواج؟!
هل هذا ما شكَّل دافعاً لمي حتى تُضْرِبَ عن الزواج رغم التفاف المعجبين حولها؟!
أثمَّة مَن يجادل في فكرة أن المعجبين التفُّوا كأسراب النحل حول مي هي الوردة الفوَّاحة التي تُغْريك بالعسل، وقبل أن تندفعَ إليها بقوةِ مغناطيسِ الحُبِّ أو الرغبةِ تَصلبُك على سور «ممنوع الاقتراب»؟!..
مي التي حطَّمَت الرقم القياسي في تسجيل الإعجاب (في غير زمن الفيس) يتخلى عنها الكُلُّ في لحظة حَرِجَةٍ من حياتها، وتتبخَّرُ الأصواتُ التي كانت تهتف بحياتها..
إذا سَلَّمْنا بأن الجسدَ يَهرم والروح تَتعَبُ من مدخل الكِبَر والتقدم في السن، فهل الحروفُ هي الأخرى تَشيخ كصاحبتها وتتقدم في السن وتكبر؟!
ماذا فعلَتْ بها الأيامُ وهي (مي) تنحني باستسلام، وتنكسر، ومن ثمة تنكسر حروفُها التي هَيَّجَتْ ذكورَ قبيلةِ الأدب والفكر وجعلَتْهم يتساقطون الواحد تلو الآخر عند خيمتها؟!
هل كُلُّ من تُفَجِّرُهم الحروفُ عشقاً لصاحبة الحرف ويتمنون وصالَها تذوبُ مُكَعَّباتُ شوقِهم إلى مولاتهم في بِرْكَةِ شيخوختها المبَكِّرة الآسِنَة؟!
أيهما يتغيَّرُ: الحرفُ أم صاحبتُه؟!
أيهما يَشيخُ: الحرفُ أم صاحبتُه؟!
أيهما يَكبرُ على الحُبّ والإعجاب: الحرفُ أم صاحبتُه؟!
بماذا نُفَسِّرُ انجذابَ عُشاق الحروف من الذكور إلى الكاتبة الأنثى؟!
وبماذا نُفَسِّرُ انصرافَ العُشاق وهَجرَهم للقلب التَّوَّاق؟!
الهَجْرُ دمار، والفقدان إعصار ونار تأكلُ قلبَك دفعة واحدة وتترك روحَك يتيمةً مُعَلَّقَةً على حبل ذكرى من راحُوا وما أَرَاحُوا. عن هذا الفقدان الذي يستعصي عليك أن تُعَوِّضَه يقول من تَرِقُّ عيناك لقراءته (هاشم): «تفقد إنسانا، ويفقدك، وهذه الدنيا المليئة بالفقد، ينبغي عليكما- أنتما الاثنان معاً- ألا تزيداها فقداً على فقد! الكسب صعب، والخسارة سهلة». (هاشم كرار، مقال: كلمة طيبة.. في عالَم وحشي).
هكذا وجدَتْ مي نَفْسَها وحيدةً في حلبةِ القَدَر تُصارع مارِدَ الاختيار الصعب الذي جَرَّعَها الفقدانَ على مضض وأودى بها إلى مُنْحَدَرِ الحياة التي جعلتْ روحَها الثكلى تَصرخ حدّ الجنون الذي يُنْسيك مَنْ تَكون.. وبالمثل ضاعَت العصفورةُ مي في لُجَّةِ النسيان سُقوطاً بعد أن قَصْقَصَ الزمنُ جناحيها، وتركَ رسائلَها شاهدة EPITAPHE.
فهل يَكونُ الجنونُ نعمةً لِمَنْ لا يقوى على استساغة كأس الحياة الْمُرَّة؟!
هل كان القَدَرُ رحيماً بمَن ترسَّخَتْ صورتُها (مي) في أذهان الآخرين نموذجاً للحلوة الفاتنة التي تُقْنِعُ عقلَك وقلبَك وعينيك؟!
هل جار القَدَرُ على مي وهو يدعوها إلى رؤية الوجه القاتم للحياة كمَنْ «يزيل ورقة التوت عن عالم مزيف.. الصمت على قبحه جريمة وانكسار.. والعيش في ظل قوانينه الجائرة خنوع» كما رأى زميلُنا المبدع الخَفِيّ الحَيِيّ محمد (محمد الربيع، مقال: الهجرة إلى الأوطان)؟!
هل كان جنونُ مي ثورةً صامتة على قُبْح العالم وانتصاراً للذات؟!
هل نُصَفِّقُ للجنون (بهذا المفهوم) مادام يُعْفينا من الإبَرِ الْمُدْمِية التي يَغرزها الألمُ في أرواحنا المرهَفة؟!
هل حقاً اختارت مي بحرَ الجنون أم أنه اختيرَ لها بفعل فاعل عَصفاً لصرحها وتقويضاً لمجدها؟!
الجنونُ بحر، بحر يرحمك من أقصى درجةِ حرارةٍ تُذْكَرُ، ولا يغسل ظَمَأَنا غير البحر. وهذه زميلتي سمر التي تسحرني بحرفها وهو يتسلل إلى قلبي كمعزوفةٍ شَجِيَّةٍ لجَوْقَةِ عصافير تَخترقُ سماءَ الروح تقول: «رحل كل من أحببتهم واتكأت على أكتافهم وتمسكت بأعناقهم، ظننت أنهم سيظلون ملاذي حين تضيق بي الدنيا، لكنهم رحلوا دون أن يلتفتوا إليّ، ولم يبق أمامي أي خيار سوى الهروب إلى البحر، البحر ملاذ الحائرين الهاربين من الأقنعة والزيف والقسوة والظلم والألم. البحر فضاء للنسيان، وهو حياة وزرقة وأمل» (سمر الأشقر، مقال: الملاذ الأخير).
أوليس البحر ملاذاً يُطفئ عطشَك؟!
كذلك الجنونُ بحر، بحر يمدُّك بالقوة للتغلب على قهر الرحيل. ولا غرابة أن تجدَ مي في بحر الجنون ملاذاً، ملاذاً يُعفيها من تجارب انكسارات جديدة مُحْتَمَلة تُصيبُ روحَها بإعاقة في عالَم ممسوخٍ أَكْذَبُه الفكرةُ الخاطئة التي نُكَوِّنُها عن براءته وصدقِ إحساسِ الآخرين فيه.
بِرحيل جبران يتقطَّعُ الحبلُ السُّرّي الذي كان يمدُّ الكبيرةَ مي بجرعات الحياة، ويتهاوى الجسرُ الذي كان يَعبرُه كُلٌّ منهما مُضِيّاً إلى قلعةِ الغد الآمنة، إنه جسرُ الرسائل التي عَلَّمَتِ الأجيالَ كيف يَكتبُ حبيب لحبيبه بِحِبْرِ الشوق، وكيف يَتَصبَّبُ البوحُ مطراً يُحيي الأرضَ اليابسةَ ويُعَمِّرُ بأشجارِ الحنينِ صحراءَ القلبِ القاحلة، فيُورِقُ بالحُبِّ الشجرُ ويُثْمِرُ، وينحني للورقةِ والثمرةِ إعجاباً الحَجَرُ.
مي التي حاربتْ بحصانِ قلبِها الخاسر في ساحةِ الذكورِ انتهى بها الأمر إلى الإصابة بكُسَاح الحُبّ الذي ألقى بها في ركن من إِسْطَبْلِ الزمن أسيرة جروحها وتَشَظِّياتِها التي استكْثَرَتْ عليها أن يسألوا عنها..
لم يسألوا عنها، كأنها لم تكن يوماً شمعةً متوهجة تمدُّهم بالدفء ليَقْوَوا على تجرُّع كؤوس حياتهم الباردة، كما كانت تمدُّهم بالضوء ليلتمسوا حياتهم على ظهر كوكبٍ بارد تَعَطَّلَتْ فيه المشاعر وجَفَّتْ فيه عيونُ الإحساس ونَضبَ ماؤها..
وها هي سيدةُ الإحساس مي زيادة تُعَلِّمُهم فَنَّ القيادة، قيادة العاطفة، فإذا بها (مي) تُدْهَسُ وتُداسُ بأقدامِ قلوبٍ ارْتَوَتْ من ينبوع حروفها، وكأن الزمنَ يعود إلى الوراء لِيُسْمِعَنا صرخةَ الشاعر معن بن أوس من قبره:
«أُعَلِّمُهُ الرمايةَ كُلَّ يومٍ
فلَمَّا اشتدَّ ساعدُه رماني/
أعلمه الفتوةَ كل وقتٍ
فلما طَرَّ شاربُه جفاني/
وكم علَّمْتُه نظمَ القوافي
فلما قال قافيةً هَجاني» (قصيدة للشاعر).
الحُبُّ يُسعِدك ويُرضيك عند أوان اشتعاله، لكنك تؤدي بعد أن تَخفتَ شمعتُه ضريبةً لا تقوى عليها وتُهلِكك..
حَبْلُ الوعود يتَقَطَّع.. ذَيْلُ الرغبةِ يُشَلُّ.. عُنُقُ الأنوثةِ يتدلى كقطعةِ لحمٍ جافة مملَّحة.. قلبُ العاطفةِ يُذْبَحُ.. لا شيء يستأنِفُ العملَ سوى طاحونة الذكريات التي تَبتلِعك أنتَ الآخر.
هذه نهايةُ قصيدةٍ تُسمى الحُبَّ. الحُبّ قصيدة طويلة كَتَبَتْها مي بنبض الأشواق وأنْهَتْها بحبر الدموع الكاوية. فشمسُ الحُبّ تغيب، وسِتارُ عَرْضِ اللهفةِ يَنْزل، وليلُ الدموع يمرُّ موكبُه..
ما المرأة سوى لعبة يَلعب بها الرجُلُ لفترة قصيرةٍ كطفلٍ قبل أن يُقْبِرَها النسيانُ. فهل يكون الوسواسُ القهري الحقيقي هو خوف المرأة (والنموذج مي) مِنْ أن تصبحَ في رمشة عين خارج دائرة الرجُل؟!
في حالة الزواج، تنشغل المرأةُ بالأبناء، فلا تَشعر بوطأة زُهد الرجُل فيها. لكن في حالة الحُبّ، تموت المرأةُ مراراً كلما تخيلَتْ أن الرَّجُلَ قد يَطْرُدُها من جَنَّتِه في أي لحظة.
لذلك تُصبِحُ حالُ المرأةِ من حال الشمعة: تأكلُها النارُ لتَضْمنَ هي للرجُلِ مِساحةَ ضوءٍ، وهو لا يُقَدِّرُ شيئاً، لا يفكر إلا في إطفاء جحيم رغباته التي تقتلُ المرأةَ تدريجياً.
بعد أن تموتَ الرغبةُ (رغبة الرجُل) تَكونُ المرأةُ قد أصبحت جُثَّةً، جثة يَزهد الرجُلُ حتى في حَمْل نعشها إلى مثواها الأخير.
عندما يموتُ الحُبُّ، أو لا يكون أصلاً، يَجْرُؤُ نصفُك الآخر على التواري ويتجرَّأُ على حصر عيوبك تباعاً (التي يَذْكرها والتي لا يَذْكرها) دون حساب لمسألة كبريائك.
عندما يموت الحُبُّ، أو لا يكون أصلاً، يتجاهلك مَنْ تُحِبُّه دون أدنى إحساس بالذنب، لأنك لا تعني له شيئاً ببساطة.
هكذا تجاهلوا مي زيادة، وحَكَمُوا على مشاعر امرأةٍ بالإبادة.
إنه الحُبُّ! وما أجمل أن تَقِفَ مع حبيبك جنباً إلى جنب تحت مظلة الحُبّ!
مظلَّةُ الحُبِّ هذه تَوَحَّدَ تحتها عُشاق الأدب والفن، ومنهم عاشقان قادمان من مدينة الحَرْف: جون بول سارتر وسيمون دي بوفوار اللذان قضيا أحلى أوقاتهما تحت شجرة الحكمة التي رضعا من ثمارها حليبَ الفلسفة..
غير أنني أرتئي أن أتجاوز الحديثَ عن الثنائي جون وسيمون لأقف بشغف عند ثنائي آخر أعطت فيه الحبيبةُ لحبيبها درساً في فلسفة الحُبّ تَشْهَدُ عليه رسائلهما. إنهما شاعر الحُبّ «بول إيلوار» PAUL ELUARD ومُلْهِمَتُه «غالا» GALA.
لِنقفْ عند رسائل الشاعر الرقيق إيلوار وحبيبته الروسية غالا التي وُصِفَتْ بأنها «المرأة الخالدة» كما جاء في كتاب «قصائد حُبّ يليها رسائل إلى غالا» لـ «بُول ايلوار».
فكيف يُقَدِّمُ لنا إيلوار شخصيتَه لتهزمَه هذه المرأةُ بحُبِّها هو الذي تَشِي كتاباتُه بحجم تأثُّره بمَن أَحَبَّها؟!
تقول لإيلوار حبيبتُه غالا في رسالة دامية:
«أرى أنك مُتَمَسِّك بي لأنك تُحِبُّ الحُبَّ، ولا تحبني أنا» (كتاب قصائد حُبّ ورسائل إلى غالا).
يا لها من حقيقة صادمة! ويا له من ذكاءِ امرأةٍ مُتَّقِدَةٍ تَكونُها هذه الـ «غالا» التي لم تدفعْها ثمالةُ الحُبّ إلى إسقاط تاجِ حِكمتها بين يدي حبيبها (إيلوار)!
أليستِ المرأةُ هذه الـ «غالا» على حق؟!
أليس هناك من يتمسك بتلابيب الحبيبة إكراماً لحالة الحُبّ التي يفتقد طعمَها في طبق حياته ولا يَأْبَهُ مطلقاً بالضحية أو كبش الفداء الذي تَكُونُه الحبيبة؟!
ألا نتفق على أن الحبيبةَ بالنسبة لِمُحِبٍّ كهذا لا تكاد تمثل شيئاً أكثر من وهم، مما يجعل الحبيبَةَ مهدَّدةً بالرحيل في أي لحظة تشتعلُ فيها نار الفراق الْمُرّ، لأن المطلوبَ هو حالة الحُبّ وليس هو الحبيبة عينها؟!
لننظرْ إلى لسان غالا على امتداد الحروف المقتطعة من رسالتها حتى لا نتسرع بالحكم على المرأة بأنها ناقصة عقل.. فالمرأةُ التي تفكر بطريقة غالا إنما هي من الذكاء والدهاء والوعي بمكان.
ترون كيف أن الرسائلَ (رسائل الحُبّ) تجتذبنا إلى عالَم ساحر يضاهي الحُلم، نعانقُ فيه نجوم فَنّ الحرف الذين يتصببون بلاغةً. ولذلك لا غرابة أن تحظى رسائل الحُبّ بالإعجاب والحُبّ. في هذا يقول سمير سفيرُ القلوب لتمثيل أدب الرسائل واصفاً المشهدَ:
«كنا نتعلمه في مرحلة الثانوية، بطلب من معلم الفصل أن يكتب كل منا رسالة إلى جندي في المعركة وإلى الأمّ وإلى صاحب الجلالة.. وكانت الرسائل إلى الأمهات والحبيبات هي التي تحصل على العلامات الكاملة لما تتضمنه من بلاغة». (سمير البرغوتي، مقال: دكتورة أدبت الرسائل).
نعم، إنها البلاغة، بلاغة الكلام الذي يطرز «قفطانَ» الحُبّ المحمول على ظهر رسالة، رسالة تدفعك إلى حَكّ أعوادِ ثقابِ حروفها ليشتعل قلبُك اشتعالاً.
لا تنسوا أعزائي أن اللقاءَ يتجدد، والسبت المقبِل بإذن الله لنا موعد. فمازالت حقيبةُ سمير تدبّ داعية إيانا إلى أكثر من بابٍ ونافذةٍ تفتحها لنا لتَكون مدخلَنا إلى قصص أبطال رسائل حالِمة تُعلِّمك كيف تُجَنِّدُ العينَ لرحلة الشوق، كيف تُؤَثِّثُ فضاءَ القلب بأشياء من زمن الحُبّ، وكيف تَكْسِرُ عصا العشق غرورَ الإنسان إن لم يعترفْ بأنها عليه سلطان.. ترقبوا جديدي وانتظروا مفاجأةَ الحقيبة.
بقلم: سعاد درير
كاتبة مغربية