ما فتئت أصوات القوى الإقليمية والدولية، المنحازة إلى قضايا الحق والعدل، ترتفع منادية بإنهاء الأزمة غير المسبوقة في سوريا. وها هي فترة تربو على الخمسة أعوام قد انقضت، على المأساة المتفاقمة بسوريا، دون أن تلوح حلول واقعية وعملية على الأرض، تكفل تحقيق تطلعات الشعب السوري.
في هذا التوقيت، فإن الجهود القوية، التي تبذلها حاليا دولة قطر، والمملكة العربية السعودية، إزاء إنهاء معاناة السوريين، والعمل بدأب شديد لحث المجتمع الدولي ومؤسسات الشرعية الدولية للقيام بالجهود المرتقبة، للإيفاء بالالتزامات الدولية نحو الشعب السوري، هذه الجهود تكتسب أهميتها العظيمة لكونها تمثل نداء قويا ومخلصا للعالم، للتحرك قبل فوات الأوان، لإنهاء هذه الأزمة، وفقا للقوانين الدولية، ومعايير حقوق الإنسان، كما هو متعارف عليها دوليا.
في هذا السياق، فقد ناشدت دولة قطر والمملكة العربية السعودية، وستون دولة عضوا في الأمم المتحدة، المجتمع الدولي ومجلس الأمن، بتحمل مسؤوليتهما، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية المدنيين في سوريا من المجازر الجماعية.
وبمبادرة من دولة قطر والسعودية، وجهت رسالة اعتمدتها 62 دولة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر، المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، السفير فيتالي تشوركين، أعربت فيها عن غضبها وصدمتها إزاء التصعيد الخطير للعنف في مدينة حلب، والحصار المفروض عليها.
إننا نأمل أن تكلل الجهود الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها جهود الدوحة والرياض إزاء الأزمة السورية بالنجاح المنشود، فمهمة إنهاء الأزمة غير المسبوقة في سوريا تتصدر حاليا أولوية الأولويات في مسارات العمل السياسي والدبلوماسي بالعالم.

بقلم : رأي الوطن