+ A
A -
«أعتقد أن أعظم حقائق الكون لا تكتشف عند دراسة النجوم والكواكب، بل تكمن في داخلنا في روعة قلوبنا وعقولنا وأرواحنا، وما لم نفهم ما يكمن في داخلنا فلن نفهم ما يكمن في الخارج»، هذا مقتطف أعجبني من كتاب أنيتا مرجاني «DYING TO BE ME»
من وحي هذه المقولة يتضح أن على أي إنسان ناجح أو مدير ناجح أن يفهم نفسه بداية، لأن أصعب أنواع القيادة هي قيادة النَّفس، وفي خطوة لاحقة يبدأ تطوير الذات والمهارات. إذن الخطوة الأولى هي أن تعرف نفسك. ولتكون ذلك المدير الناجح أو القائد الحقيقي يجب أن تتحلى باليقظة التي ستعرفك من أنت، وماذا تريد أن تصبح، وما هو موقعك في هذا العالم. وكل ما سبق قد أجمع عليه أهم المفكرين والفلاسفة وأساتذة الإدارة الحديثة.
فمن فوائد معرفة الذات الشعور بالسعادة، ستصبح أكثر سعادة عندما تستطيع إظهار ماهيتك وهذا أيضًا يقود لفائدة أخرى ألا وهي عدم الشعور بالتناقض بين حقيقة شخصيتك وكيف يراك الناس، فتشعر بالتوازن.
عندما تعرف ذاتك يصبح بمقدورك اختيار الأفضل لك في هذه الحياة، وبالتالي قراراتك تصبح حكيمة ومناسبة لك. وتصبح أكثر سيطرة على نفسك، فتفهم ما قد يحفزك وما قد يحبطك وما قد يثير غضبك في هذه الحياة فتتجنب ما يجب تجنبه وتكثر مما يجعل شخصيتك أكثر إيجابية، وتعرف بالضبط ما هي قيمك الأصيلة فتحافظ عليها. وطبعًا كل ما سبق سيجعلك أكثر مناعة ضد الضغط الاجتماعي. فلا توافق مثلًا على أمرٍ ما يخالف قيمك ومعتقداتك. وهذا الفهم أيضًا سيجعلك أكثر تفهمًا وتسامحًا مع الآخرين وبالتالي سيزيد من تقبل الآخرين لك واحترامهم لشخصك.
كل الذي سبق فوائد مباشرة وغير مباشرة لمعرفة الذات وفهم مكنونات أنفسنا، وعندما تتكامل هذه الفوائد وتبدأ تؤتي أكلها هنا تبدأ السعادة الحقيقية والنجاح الفعلي في الحياة إن كان نجاحًا فرديًا أم اجتماعيًا أو نجاحا على طريق بناء المهنة. وأنا أزعم هنا أن أي نجاح للإنسان يكون ظاهريًا ويعود بالنقمة على صاحبه ما لم يترافق بمعرفة حقة للذات والقيم والأخلاق، وبالتالي لا يأتي النجاح على حساب القيم والمعتقدات. وأسوق دليلًا على صحة زعمي كلام نبي الله عيسى عليه السلام «ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟».
بقلم : دانة درويش
من وحي هذه المقولة يتضح أن على أي إنسان ناجح أو مدير ناجح أن يفهم نفسه بداية، لأن أصعب أنواع القيادة هي قيادة النَّفس، وفي خطوة لاحقة يبدأ تطوير الذات والمهارات. إذن الخطوة الأولى هي أن تعرف نفسك. ولتكون ذلك المدير الناجح أو القائد الحقيقي يجب أن تتحلى باليقظة التي ستعرفك من أنت، وماذا تريد أن تصبح، وما هو موقعك في هذا العالم. وكل ما سبق قد أجمع عليه أهم المفكرين والفلاسفة وأساتذة الإدارة الحديثة.
فمن فوائد معرفة الذات الشعور بالسعادة، ستصبح أكثر سعادة عندما تستطيع إظهار ماهيتك وهذا أيضًا يقود لفائدة أخرى ألا وهي عدم الشعور بالتناقض بين حقيقة شخصيتك وكيف يراك الناس، فتشعر بالتوازن.
عندما تعرف ذاتك يصبح بمقدورك اختيار الأفضل لك في هذه الحياة، وبالتالي قراراتك تصبح حكيمة ومناسبة لك. وتصبح أكثر سيطرة على نفسك، فتفهم ما قد يحفزك وما قد يحبطك وما قد يثير غضبك في هذه الحياة فتتجنب ما يجب تجنبه وتكثر مما يجعل شخصيتك أكثر إيجابية، وتعرف بالضبط ما هي قيمك الأصيلة فتحافظ عليها. وطبعًا كل ما سبق سيجعلك أكثر مناعة ضد الضغط الاجتماعي. فلا توافق مثلًا على أمرٍ ما يخالف قيمك ومعتقداتك. وهذا الفهم أيضًا سيجعلك أكثر تفهمًا وتسامحًا مع الآخرين وبالتالي سيزيد من تقبل الآخرين لك واحترامهم لشخصك.
كل الذي سبق فوائد مباشرة وغير مباشرة لمعرفة الذات وفهم مكنونات أنفسنا، وعندما تتكامل هذه الفوائد وتبدأ تؤتي أكلها هنا تبدأ السعادة الحقيقية والنجاح الفعلي في الحياة إن كان نجاحًا فرديًا أم اجتماعيًا أو نجاحا على طريق بناء المهنة. وأنا أزعم هنا أن أي نجاح للإنسان يكون ظاهريًا ويعود بالنقمة على صاحبه ما لم يترافق بمعرفة حقة للذات والقيم والأخلاق، وبالتالي لا يأتي النجاح على حساب القيم والمعتقدات. وأسوق دليلًا على صحة زعمي كلام نبي الله عيسى عليه السلام «ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟».
بقلم : دانة درويش