+ A
A -
بعد صلاة الفجر مباشرة.. رأيتهم يحملون حقائبهم المدرسية الثقيلة على ظهورهم ويركضون نحو باب المجمع السكني الذي يقف الباص ينتظرهم ليقلهم إلى المدرسة، بنات وبنين، صبايا وشباب.. مرح وفرح، وهمس وضحكات بريئة..وانفلات من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة، اذا ابتسم ابن اربعة عشر عاما لطالبة بنفس العمر تركض مسرعة حتى تتوارى عن الانظار وبخجل وحياء تبتعد حتى عن تجمع الشباب.. انها التربية والتحذير في هذه السن التي تشعر فيها أنك ودعت براءتك اذا ابتسم لك أو لها شاب.
التذمر من الموعد المبكر للباص الذي يحضر من الساعة الخامسة والنصف فجرا لتبدأ رحلة الذهاب إلى المدرسة التي تستمر حوالي ساعة ونصف أو ساعتين وان كانت المدرسة لا تبعد سوى كيلو مترات عن البيت..
اباء اقترحوا ان تكون مواعيد مدارس البنات بعد مواعيد مدارس البنين بنصف ساعة على الأقل بما يساهم في عدم الخروج والعودة في وقت واحد بما يخفف من ازدحام الشوارع ويساهم في الفصل بين الجنسين في مواقف الإنتظار.

أنهى الامام خطبة الجمعة بالدعاء أن يرفع الغمة عن الأمة، وأن ينتهي التشتت وتعود لها اللمة، وان ينير الله درب الشباب وتنقشع الظلمة.. وأن يصل الاستغفار لرب السماء وتمطر على البلاد الغيمة.. صلى بنا ركعتين قارئا الاسراء وعلو بني اسرائيل في الارض مرتين.. ونفكر في الوعد الآخر ونسأل الله أن يحين ليأتي عباد لله يجوسون الديار الصهيونية ويعيدون الاقصى وفلسطين.. الرجل الذي كان بجانبي فما أن سلم الأمام حتى قام مسرعا قبل أن يستغفر ويردد كلمات الله التامات.. والكرسي والاخلاص والمعوذتين.. لم اسأله..آخرون جلسوا في زاوية المسجد ورفعوا اكفهم للسماء يدعون على بشار الاسد.. مصلون يدعون على اسرائيل.. مصلون يدعون على انظمة عربية قالوا انها ظلمت واستبدت.. قلت ان الدعوات المخلصة هي التي تصل إلى السماء.. والاخلاص في الدعاء يحتاج إلى اخلاص في العبادة.. فمن منا مخلص في عبادته؟؟..
الرجل المسرع وجدته يقف في مدخل المسجد يحمل (نعاله) تحت ابطه، سألته ألهذا اسرعت.. فقال الاسبوع الماضي لص سرق نعالي!!.. سألته: أهذا نعالك؟ قال نعم.. وكيف وجدته؟ قال في نفس المكان الذي تركته فيه الاسبوع الماضي.. قلت له: أنا من اعاده، فهل انا لص؟!.. لقد استجرته لأن احدهم استجار نعالي.. فظننت أن صاحب هذا النعال من استجاره فهل هو انت.. قال: لا.لقد فقد نعالي.. ورحت البيت حافيا..
وحقيقة ظاهرة ترك النعالات امام المسجد لها عدة مظاهر سلبية تحتاج إلى تنظيم ليس فقط بتوفير خزانات.. وانما اماكن تقفل عليها.. حتى لا يكون هناك من صلى وخرج ليصبح لصا..
نبضة أخيرة
أن تكون امرأة واحدة في نظر رجل بقبيلة نساء، ورجل بنظر امرأة بقبيلة رجال فهذا هو السمو في العشق .
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
17/10/2016
1034