+ A
A -
لا يمكن تجاهل طبيعة المشهد في القدس وخطورته، وبعد أكثر من ثمانين عاما على احتلالها تستنفر دولة الاحتلال بكامل أجهزتها العسكرية والأمنية والشرطية وآلياتها، لتوفير الحماية الأمنية لمسيرة المستوطنين في محيط البلدة القديمة بالقدس المحتلة، بعد ان سمحت برفع الأعلام الاسرائيلية وبكل المقاييس فإن المؤشرات باتت واضحة وجلية فلا يمكن لهذا الاحتلال الغاصب أن ينعم بالأمن أو الاستقرار دون منح الشعب الفلسطيني حقه وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وبالمقابل شكل صمود أبناء الشعب الفلسطيني نموذجا مشرفا وهم يلوحون بالعلم الفلسطيني أمام تلك الجيوش المجيشة من المستوطنين وبحماية جيش الاحتلال.. وأمام ما جرى في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك من وقائع نقلتها مختلف وسائل الإعلام الدولية لهذا الحدث غير العادي، فإننا نجد أنفسنا أمام مرحلة جديدة تطلب مراجعة كل ما سبق وإجراء التقييم في ضوء حقيقة المتغيرات التي تحاول سلطات الاحتلال فرضها على أبناء الشعب الفلسطيني كسياسة أمر واقع جديدة. حكومة التطرف برئاسة نفتالي بينت تجاوزت كل الخطوط الحمراء والخطوط الدولية والاتفاقيات من خلال عدوانها المتكرر على الأقصى والقدس، ومحاولتها فرض واقع يناقض مع الموروث التاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف وتبقى الحقيقة واضحة وراسخة كون كل ما يجري في أزقة القدس من عربدة للمستوطنين المسلحين يعني حتما نهاية مشاريع الاحتلال وسقوطها، وان الخيار الوحيد المتاح أمام الشعب الفلسطيني سيكون تجسيد الوحدة الوطنية تحت ظلال العلم الفلسطيني الواحد بألوانه الأربعة، بدلا من الرايات الحزبية وادعاء المقاومة والتي ستكون بديلا عن البرامج الحزبية الضيقة والشعارات الرنانة وحتما فإن للوحدة اذا ما طبقت أن تتعاظم قدرتها لتغير واقع المعادلات القائمة ومواجهة العدوان الاسرائيلي وتعزيز الصمود الفلسطيني في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة.
copy short url   نسخ
02/06/2022
35