خلال مسيرة الحياة، يمر كل إنسان بمواقف وتجارب لا حصر لها؛ منها ما يبعث على الفرح والإحساس بالوفرة، ومنها ما يثير التعاسة والشعور بالنقص. في كافة الأحوال، لا بد لأي شخص من أن يتمرغ في وحل الفشل، وتدوس قدماه على أشواك المنغصات، ويلقى في وجهه ألف حاجز وعقبة. فكيف يتصرف الغالبية إزاء المشكلات والتحديات التي تقف في طريقهم؟ وما هو السبيل إلى إيجاد الحلول والوصول إلى بر الأمان، حيث تتراءى أحلامنا واقعاً ملموساً؟
في الواقع، جميعنا نعرف أن الناجح هو الذي يمضي قدماً إلى الأمام مهما اشتدت خطوب الحياة، وأنه إذا تعثر فإنه يسقط على ظهره حتى يتمكن من النهوض ومتابعة المسير. لكن رغم معرفتنا هذه نلعب دور الضحية، ونعاند الأقدار، ونتشبث بطرائقنا النمطية في حل المعضلات دون جدوى.
معظم الناس، يكررون أخطاءهم باستمرار، فتراهم يرتكبون نفس الحماقات، ويقعون في نفس الحفرة لا مرة واحدة أو اثنتين، بل عشرات المرات، دون أن يتعلموا أن تكرار نفس السلوك غير المجدي لن ينفع، بل هو أقرب إلى الجنون. فكيف تتوقع نتيجة مغايرة إذا كنت تتبع نفس الطريقة الفاشلة؟!
في كثير من الأحيان، نحاول فتح الباب الموصد في وجوهنا، بيد أننا نفشل، فنقرر دفعه بقوة، فتكون النتيجة إحساسنا بالألم. لكن بعد حين، نكتشف أنه يُفتح في الاتجاه المعاكس، فنضحك على سذاجتنا! كذلك حال العديد من المشكلات التي يمكن أن تُحل بالعقل لا باستخدام القوة الهوجاء.
إذا تتبعت حياة الكثيرين، فإنك ستجد أن أيامهم متشابهة؛ كل يوم نسخة طبق الأصل عن سابقه وعن الذي يليه. يدورون في دوامة مفرغة دون أن يهتدوا إلى بر الأمان، لأنهم مصممون على السير في نفس الطريق، بدلاً من تغيير الوجهة وتجربة أشياء جديدة.
إن العقل البشري يميل إلى ممارسة الأفعال المألوفة مما لا يتطلب جهداً يذكر، وهذا ما يدعو الغالبية إلى عدم تغيير طرائقهم في التعامل مع التحديات والمشاكل. ولهذا السبب، ترى العالم مليئاً بأناس يعيشون حياة بائسة تناقض كل ما حلموا به، بعدما فشلوا في تحقيق أهدافهم وأحلامهم الوردية.
أحياناً نبالغ في الحلم فلا نصل إلى أي مكان، لكننا في الغالب لا نعمل أساساً من أجل أحلامنا، لذلك لا نبلغ وجهتنا المنشودة. أحياناً يكمن الحل بين أيدينا، ويقبع مفتاح المشكلة في جيبنا، غير أننا نعيد بعناد شديد استخدام نفس الأساليب في التعامل مع المشكلات، فتكون النتيجة هي الفشل المتكرر.
إذا أردت الحصول على نتيجة مختلفة، فلا بد لك من تجربة شيء مختلف. هذا قانون بسيط، لكنه فعال في معظم الحالات. ففي الوقت الذي تفشل فيه طرائقك المعهودة، ينبغي وعلى وجه السرعة أن تجرب طرائق جديدة كلياً؛ في الوقت الذي لا يفتح فيه الباب بطريقتك المتبعة، فعليك أن تجرب فتحه بالاتجاه المعاكس.
من المثير للاهتمام، أن حل الكثير من المعضلات يكون أمام ناظرينا، لكنه يتطلب منا فتح مداركنا على كل الاحتمالات الموجودة على الطاولة، بدلاً من الإصرار على محاولة حل مشكلاتنا بالقوة والوسائل التقليدية.
جدير بالذكر أيضاً، أن كثيراً ممن يحاولون اتباع منهجية «التفكير خارج الصندوق»، يقعون في فخ محاولة إيجاد حل مبتكر للوضع القائم، مما يحرمهم فرصة تطبيق حل بسيط فعال، كونهم يضعون تركيزهم في المكان الخاطئ.
لهذا كله، انتبه إلى جميع الاحتمالات الواردة، ولا تكتفِ بحل وحيد وتكرره دون طائل، بل حاول تجربة أساليب جديدة في التعامل مع التحديات والمشكلات التي تواجهك؛ فأحياناً يكمن الحل لفتح الباب الموصد في الاتجاه المعاكس تماماً.