كل من يتابع الحملات المغرضة على قطر وبطولة كأس العالم 2022 من قبل بعض وسائل الإعلام الصفراء، وبائعي الذمم، بات يدرك أسبابها ودوافعها الحقيقية، فهذه الهجمات الممنهجة والهمجية لها جذور وسياقات منذ لحظة الإعلان عن فوز قطر بشرف استضافة نهائيات بطولة كأس العالم، ولم تهدأ طوال «12» عاما.. وكانت مثل مد وجزر خاضعة لمن يحركها أو يمولها حسب أغراضه أو أمراضه..!
والملاحظ أنه مع اقتراب صافرة البداية المونديالية بلغ الأمر أشدّه من البعض، ليحاول فيما تبقى من الوقت أن يشوّه أو يشوّش على هذا الحدث التاريخي.. لكن هيهات.. شمس الحقيقة بددت الشائعات.. والعمل المتقن نسف المؤامرات.. والنظر للأمام حقق الإنجازات.
فأصبح كل ما يثار من غبار لا تأثير له سوى على من افتعله، فالقافلة تسير ولا تلتفت للخلف، بمعنويات عالية وإصرار وعزيمة واقتدار..
لا تنازل عن تحقيق أعلى درجات النجاح مع قيادة ملهمة وشعب طموح.. تاركة العابثين مع غيظهم وغيرتهم، غير آبهة بدسائسهم التي ترتد عليهم.. وتعكس عقليتهم.
موقف هذه الجهات يمكن أن نفهمه، ونستطيع أن نفسره، سواء من الجهات الغريبة أو القريبة، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار المنطلقات والدوافع لهذه الحملة البغيضة على البطولة والدولة المستضيفة، رغم أن قطر ومنذ لحظة الإعلان عن فوزها بالتنظيم كانت تؤكد أنها بطولة للعرب جميعا، وليس لها وحدها، وتعمل بكل جهدها على نشر ثقافة الحوار الثقافي والحضاري ومد الجسور الإنسانية مع شعوب العالم، وترى في هذه البطولة فرصة للوقوف على ثقافة العرب الحقيقية القائمة على التسامح وقبول الآخر، ولا يوجد أي مبرر للهجوم عليها أو الانتقاص من حقها في الاستضافة.
سعادة الدكتور علي بن صميخ المري وزير العمل، فند الافتراءات والادعاءات والحملة السلبية ضد قطر خلال مداخلة في جلسة استماع أمام البرلمان الأوروبي، بمشاركة منظمة العمل الدولية والاتحاد الدولي للنقابات العمالية ومنظمة «هيومان رايتس ووتش»، بحضور أعضاء اللجنة وعدد كبير من البرلمانيين والدبلوماسيين، موضحا أن الحملة التي يديرها البعض ضد قطر زادت وتيرتها خلال الأسابيع الماضية دون وجود أي مبررات حقيقية، مشيرا إلى أن ما تتعرض له بطولة «كأس العالم FIFA قطر 2022» يرقى إلى إرهاب فكري وإعلامي وحرب نفسية بدواع عنصرية من بعض الجهات التي لا يروق لها تنظيم البطولة في قطر، لافتا إلى أن المونديال هو حلم لأجيال عربية سيتحقق على أرض قطر.
لقد وضع سعادته البرلمان الأوروبي أمام الحقائق، وقدم شرحا للإصلاحات العمالية في دولة قطر، وطالب سعادته المنظمات الحقوقية الدولية باتخاذ مواقف حازمة ضد كل من يمارس الهجمة العنصرية والكراهية ضد الشعب القطري ومنتخبه الوطني، مؤكدا ضرورة أن تقوم المنظمات برصد كافة الانتهاكات العنصرية غير المبررة.
كانت مداخلة شافية وافية، تقوم على الحقائق المجردة، وليس على أوهام مخيلات مريضة، تنطلق من مواقف عنصرية بغيضة وفجة، وخلال الجلسة استمعنا إلى مداخلات هامة لشخصيات أوروبية وعالمية، ثمنت عاليا إصلاحات قطر في مجال العمالة والعمال، الذين لطالما لقوا أفضل معاملة بشهاداتهم هم، وبشهادة منسقي ومسؤولي الجاليات في قطر الذين أشادوا بإصلاحات قطاع العمل وتحسين بيئته وفق أعلى المعايير الدولية، وعبروا عن رضا جالياتهم والعمالة الوافدة بالدولة عما حققته لهم هذه الإصلاحات، وبما يحظون به من حسن معاملة وعناية في مجتمع كريم ومتسامح.
لقد شدد هؤلاء على أن ما يسمعونه من انتهاكات لحقوق العمالة الوافدة، وسوء معاملة وإهمال، مجاف للحقيقة والواقع، ومبني على معلومات مغلوطة، ولفتوا إلى أنهم يعيشون وجالياتهم في قطر منذ عشرات السنوات، وأنه بغض النظر عن سنوات الإقامة، فإن من يعيش الواقع، ليس كمن يسمع أو ينقل من تقارير مفبركة، أو ينسج من خياله افتراءات وأكاذيب لا وجود لها.
لا شهادات العمال ولا تأكيدات السفارات ولا منسقي الجاليات، ولا بيانات منظمة العمل الدولية وجدت ما تستحقه لدى أصحاب حملات التضليل، فهم ينطلقون من مواقف «مسبوقة الدفع»، من جهات لا يروق لها تنظيم البطولة في قطر، لكنها ستنطلق في هذا البلد المضياف، وستشكل لعقود طويلة مقبلة علامة فارقة في تاريخ كرة القدم.
كل حملات التضليل أصبحت وراءنا ونحن نعد الساعات وليس الأيام على انطلاق البطولة، لكنها لم تصبح وراءهم بعد أن فشلت جميع محاولاتهم البائسة التي تكسرت على صخرة الحقائق والإشادات الدولية بما يتحقق في بلادنا، وستتحول بإذن الله إلى كم هائل من الإشادات والذكريات الجميلة بعد أن يلمس الزوار جميعا مناخ الترحيب والضيافة في بلد التسامح.. والمحبة.. والفخر.. قطر.
محمد حمد المري - رئيس التحرير المسؤول