+ A
A -
لعل محاضرة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر الأخيرة في لندن، مدخلٌ مهم جدا لعنوان هذا المقال، غير أننا لا بد أن نشير إلى أن هذا الصعود الإيراني لم يكن قوة ذاتية بقدر ما هو تواطؤ غربي، والأهم هزيمة عربية ذاتية، ساعدت مواقفها في تحقيق معادلة انقلابية شاملة لصالح إيران ضد المشرق العربي.
إننا هنا لسنا في معرض الملاومة فالملاومة أصلا لا تكفي لتحميل هذه الهزيمة مسؤولية تقدم إيران ولن تقدم حلا، وإنما نطرح أسئلة مراجعة مهمة أمام مشروع إيران الأخير، الذي سيشكل فيه اجتياحها للموصل وشراكتها في اجتياح حلب منعطفا تاريخيا، لا تنتصر فيه طهران لحضارة الشرق الذي ننتمي له معها، وإنما لخليط متطرف من الطائفية، وصل للملاعب الرياضية لا السياسية وحسب، ومارسته الجماعات البشرية العربية الموالية لها والمتأثرة بها.
كما أن قضيتنا ليست في الانتماء القومي لإيران، فالمسلمون عرب وعجم، وكلهم اخوة، لكنه في حضور هذا الانتماء القومي، في مشروع التحالف مع الغرب ضد الجار العربي، ولا يغيٌر ذلك، احتجاج إيران بعلاقة دول الخليج مع الغرب واستثماره لنفطهم وجغرافيتهم، كحجة لها للتعاون معه في حروب كبرى من العراق وأفغانستان إلى سوريا.
فاحتجاجها يكفي لتسقط تداعياتها كما سقطت مرارا، في قضية الممانعة المزعومة، التي تشاركها فيه تل أبيب ضد ثوار سوريا وضد عروبة الموصل.
والأسوأ أن طهران لا تتراجع ابدا عن معركة اسقاط الشرق الكبير بإتون الطائفية، التي قد تحرقها أيضاّ، وخاصة بعد انتهاء دورة داعش التي حددها الغرب.
لقد طرح الشيخ حمد بن جاسم، 3 محاور، أظنها هي بذاتها، تحمل دعوة لمحاولة تصحيح مسار الخطيئة الاستراتيجية ولو نسبيا، والتي ساعدت إيران والغرب المستثمر الأكبر على صعودها وسقوط الشرق.
الأول أن هناك ضرورة لإصلاح سياسي وشراكة شعبية جادة لكل دول المنطقة وخاصة المحورية، واليوم أمام اهتزاز الثقة وتصدع الاقتصاد، ونتائج التراجع أمام إيران، يسود إحباط خطير لا يمكن أبداً أن تتم أي ممانعة استراتيجية امامها وأمام الغرب وخرائطه، دون احتواء الإحباط الشعبي.
لقد بات الإصلاح وإطلاق مساحة للحريات، ومعالجة مركزية للملف الحقوقي برنامج ضروري لا غنى عنه.
الثاني مقولته إن كل بلد دخلت فيه إيران لم يعد هناك مجال للحل السلمي فيه، وهذه مقولة صحيحة ودقيقة، ونؤكد هنا على أن القصد أن طهران لن تتراجع عن خياراتها دون ردع توازن، وهو لا يتم إلا بمقاومة راشدة موحدة.
أما الإشارة الثالثة للشيخ حمد بن جاسم فهي التوازن الدولي الإقليمي لصالح العرب، والذي يقتضي تحويل ما تبقى من علاقات مع الغرب، للتعاطي والضغط عليه بشراكة مركزية مع تركيا، لينفذ منها مشاريع استقلال عربي في البلاد المنكوبة.
وهنا نشير إلى أن سحب وتسوية بعض الملفات، لا يمكن أن يتم بإنجاز كامل إنما عبر وقف حروب وإجراء مصالحات، بعد دفع المحور الإيراني وشركائه بقوة الميدان.
ثم إطلاق مشروع سياسي وإعلامي مقاوم لنفوذها وداعم لاستقلال إنسان المنطقة، وطنيا وإنسانيا لا طائفيا.
ويبقى السؤال هل هناك إرادة لدى المحور العربي المقابل، وهل هناك قدرة، أم أن القدر الذي يغلي حانت ساعة سقوطه؟ نرجو أن تكون الأولى.
بقلم : مهنا الحبيل
إننا هنا لسنا في معرض الملاومة فالملاومة أصلا لا تكفي لتحميل هذه الهزيمة مسؤولية تقدم إيران ولن تقدم حلا، وإنما نطرح أسئلة مراجعة مهمة أمام مشروع إيران الأخير، الذي سيشكل فيه اجتياحها للموصل وشراكتها في اجتياح حلب منعطفا تاريخيا، لا تنتصر فيه طهران لحضارة الشرق الذي ننتمي له معها، وإنما لخليط متطرف من الطائفية، وصل للملاعب الرياضية لا السياسية وحسب، ومارسته الجماعات البشرية العربية الموالية لها والمتأثرة بها.
كما أن قضيتنا ليست في الانتماء القومي لإيران، فالمسلمون عرب وعجم، وكلهم اخوة، لكنه في حضور هذا الانتماء القومي، في مشروع التحالف مع الغرب ضد الجار العربي، ولا يغيٌر ذلك، احتجاج إيران بعلاقة دول الخليج مع الغرب واستثماره لنفطهم وجغرافيتهم، كحجة لها للتعاون معه في حروب كبرى من العراق وأفغانستان إلى سوريا.
فاحتجاجها يكفي لتسقط تداعياتها كما سقطت مرارا، في قضية الممانعة المزعومة، التي تشاركها فيه تل أبيب ضد ثوار سوريا وضد عروبة الموصل.
والأسوأ أن طهران لا تتراجع ابدا عن معركة اسقاط الشرق الكبير بإتون الطائفية، التي قد تحرقها أيضاّ، وخاصة بعد انتهاء دورة داعش التي حددها الغرب.
لقد طرح الشيخ حمد بن جاسم، 3 محاور، أظنها هي بذاتها، تحمل دعوة لمحاولة تصحيح مسار الخطيئة الاستراتيجية ولو نسبيا، والتي ساعدت إيران والغرب المستثمر الأكبر على صعودها وسقوط الشرق.
الأول أن هناك ضرورة لإصلاح سياسي وشراكة شعبية جادة لكل دول المنطقة وخاصة المحورية، واليوم أمام اهتزاز الثقة وتصدع الاقتصاد، ونتائج التراجع أمام إيران، يسود إحباط خطير لا يمكن أبداً أن تتم أي ممانعة استراتيجية امامها وأمام الغرب وخرائطه، دون احتواء الإحباط الشعبي.
لقد بات الإصلاح وإطلاق مساحة للحريات، ومعالجة مركزية للملف الحقوقي برنامج ضروري لا غنى عنه.
الثاني مقولته إن كل بلد دخلت فيه إيران لم يعد هناك مجال للحل السلمي فيه، وهذه مقولة صحيحة ودقيقة، ونؤكد هنا على أن القصد أن طهران لن تتراجع عن خياراتها دون ردع توازن، وهو لا يتم إلا بمقاومة راشدة موحدة.
أما الإشارة الثالثة للشيخ حمد بن جاسم فهي التوازن الدولي الإقليمي لصالح العرب، والذي يقتضي تحويل ما تبقى من علاقات مع الغرب، للتعاطي والضغط عليه بشراكة مركزية مع تركيا، لينفذ منها مشاريع استقلال عربي في البلاد المنكوبة.
وهنا نشير إلى أن سحب وتسوية بعض الملفات، لا يمكن أن يتم بإنجاز كامل إنما عبر وقف حروب وإجراء مصالحات، بعد دفع المحور الإيراني وشركائه بقوة الميدان.
ثم إطلاق مشروع سياسي وإعلامي مقاوم لنفوذها وداعم لاستقلال إنسان المنطقة، وطنيا وإنسانيا لا طائفيا.
ويبقى السؤال هل هناك إرادة لدى المحور العربي المقابل، وهل هناك قدرة، أم أن القدر الذي يغلي حانت ساعة سقوطه؟ نرجو أن تكون الأولى.
بقلم : مهنا الحبيل