ليلة الطلاق البائن منها بقرار طبي عانقت السيجارة عناقا ساخنا ألهب شفتي، وتوجهت إلى غرفة التحضير لعملية القلب المفتوح التي تهربت منها رعبا على مدار سنتين حيث سبق وإن حضرت عملية مماثلة قبل سنوات عشر وشهدت عملية قص الصدر ومشرط الجراح يشق القلب والدم يتناثر والعرق يتصبب والكل يعمل كخلية نحل وجثة هوت بعد أن توقفت هذه المضغة الصغيرة وتم تشغيل قلب خارجي بحجم ماكينة سيارة..
تصورت جثتي كما خلقني ربي بين يدي الفريق الطبي، تهربت ولكن لا مناص من الاستسلام.. وحين علمت ان جراحة قطرية من أصول بريطانية وذات خبرة في فتح القلوب استمدتها في بريطانيا وافقت.. وسلمت نفسي.
في تلك الليلة لم أنم.. وكان حوارا بين قلبي وسيجارة هربتها إلى الغرفة وما أن واجهتها بما فعلته في قلبي على مدى ثلاثين عاما من معاقرتها حتى قالت أنسيت مسامرتي لك طالبا يدرس للثانوية وعلى مدى سنواتك الجامعية؟!.. لا تلمني بل اسأل نساء قلبك اللواتي شغلنه طفلا وشابا وكهلا.. ولا زال ينبض.. سهر وسهد وخفقان هبوط وارتفاع ولهفة ورغبة وقطع ووصل عطاء وحرمان..
صليت ركعتين وسلمت نفسي وأمامي المشهد. بنج وحلق شعر.. كان طبيب التخدير محتارا من أين يسكب المادة المخدرة في وريدي فالأيمن متصلب.. والايسر سوف يضر بيدي.. وافقت من الايسر.. وكأن ملاكا كان يقوم بعملية التخدير..
دخلت الساعة السابعة صباحا وخرجت الساعة الثانية بعد الظهر وافقت بعد 21 ساعة.
وبدأت أراجع الدكتورة كورنيلا التي أجرت العملية قالت لي.. حالتك كانت أخطر حالة واجهتها.. سألت لماذا؟
اجابت: وفيما كان قلبك مفتوحا وصدرك مشقوقا كان المونيتور يعكس اشارات ان العقل يصحو.. فنزيد جرعات البنج.
قلت يا دكتورة أنت كنت تتعاملين مع قلب حساس وهو حين تلامسه أنامل إنسانية يظل يكتب شعرا.. فقامت وفتحت باب مكتبها وقالت للممرضة نادي زوجته... وقالت لها.. هنيئا لك فزوجك عاد يكتب شعرا.
لم أدر ما سبب حالتي ولكن بلا تأكيد فالعشيقة الأولى كانت تاء تأنيث ليس لها علاقة بالنساء بل كانت سيجارة رقيقة بيضاء.. وفي منعها شفاء ودرء للشرر.. عافانا الله شرها وشررها وشرورها.
نبضة أخيرة
إذا نبض القلب بحب امرأة ونبض قلبها به تكون روحها عانقت روحه قبل التكون في رحم الأم.
بقلم : سمير البرغوثي
تصورت جثتي كما خلقني ربي بين يدي الفريق الطبي، تهربت ولكن لا مناص من الاستسلام.. وحين علمت ان جراحة قطرية من أصول بريطانية وذات خبرة في فتح القلوب استمدتها في بريطانيا وافقت.. وسلمت نفسي.
في تلك الليلة لم أنم.. وكان حوارا بين قلبي وسيجارة هربتها إلى الغرفة وما أن واجهتها بما فعلته في قلبي على مدى ثلاثين عاما من معاقرتها حتى قالت أنسيت مسامرتي لك طالبا يدرس للثانوية وعلى مدى سنواتك الجامعية؟!.. لا تلمني بل اسأل نساء قلبك اللواتي شغلنه طفلا وشابا وكهلا.. ولا زال ينبض.. سهر وسهد وخفقان هبوط وارتفاع ولهفة ورغبة وقطع ووصل عطاء وحرمان..
صليت ركعتين وسلمت نفسي وأمامي المشهد. بنج وحلق شعر.. كان طبيب التخدير محتارا من أين يسكب المادة المخدرة في وريدي فالأيمن متصلب.. والايسر سوف يضر بيدي.. وافقت من الايسر.. وكأن ملاكا كان يقوم بعملية التخدير..
دخلت الساعة السابعة صباحا وخرجت الساعة الثانية بعد الظهر وافقت بعد 21 ساعة.
وبدأت أراجع الدكتورة كورنيلا التي أجرت العملية قالت لي.. حالتك كانت أخطر حالة واجهتها.. سألت لماذا؟
اجابت: وفيما كان قلبك مفتوحا وصدرك مشقوقا كان المونيتور يعكس اشارات ان العقل يصحو.. فنزيد جرعات البنج.
قلت يا دكتورة أنت كنت تتعاملين مع قلب حساس وهو حين تلامسه أنامل إنسانية يظل يكتب شعرا.. فقامت وفتحت باب مكتبها وقالت للممرضة نادي زوجته... وقالت لها.. هنيئا لك فزوجك عاد يكتب شعرا.
لم أدر ما سبب حالتي ولكن بلا تأكيد فالعشيقة الأولى كانت تاء تأنيث ليس لها علاقة بالنساء بل كانت سيجارة رقيقة بيضاء.. وفي منعها شفاء ودرء للشرر.. عافانا الله شرها وشررها وشرورها.
نبضة أخيرة
إذا نبض القلب بحب امرأة ونبض قلبها به تكون روحها عانقت روحه قبل التكون في رحم الأم.
بقلم : سمير البرغوثي