هام الرجل في صوت أنثى.. وركب الأهوال والمخاطر لكي يصل إليها.. كان الصوت يأتيه عبر الهاتف من الكويت، وكان يقيم في المدينة المنورة.. ولم تمنعه صلاته وقيامه وخشوعه في المسجد النبوي من القيام بالمغامرة.. اتفق مع صاحبة الصوت أن يلتقيا.. حصل على تأشيرة زيارة، وحجز في الطائرة، وارتدى أجمل الحلل.. وحمل معه خاتم «سوليتير» ليقدمه هدية.. اتفقا على اللقاء في متنزه، هو يرتدي بذلة بيضاء تعبيرا عن النقاء، وهي ترتدي ثوبا أصفر تعبيرا عن العشق.. وفي الموعد المحدد الساعة الخامسة عصرا كان يقف وسط حديقة البلدية في شارع فهد السالم، يحمل وردة حمراء وآمالا كبيرة، لم تأت صاحبة الصوت، فوجد لها العذر وهو يردد قول الشاعر:
حب ذات الدل والغنج
التي في عينها دعج
والتي أن حدثت كذبت
والتي في وعدها خلج
ذهب في اليوم التالي.. فشاهد أحد أقاربه «ابن عمه» فحاول التخلص منه، لكن ابن عمه كان يراقبه وهو يرتدي تلك البذلة الجميلة، يحمل الوردة.
ولم تأت صاحبة الصوت. وفي اليوم الثالث.. حضر ولم تأت، وشاهد ابن عمه... وكذلك الحال في اليوم الرابع، وكان قد غير بذلته التي اتسخت.. فاقترب منه ابن عمه الذي أخذه بالاحضان وهو يخفي في القلب ضحكة عميقة.. فقد كان ابن العم هو صاحب الصوت «المقلب».. وبعد أن عرف المغرم بالمقلب وقعت القطيعة بين الاثنين منذ 35 عاما وحتى اليوم.
مغرم بالصوت الجميل، جاءه صوت أنثى عبر الهاتف وكأنه نسمة صيفية، وبعد محادثات ومكالمات دامت شهورا، وتحت إلحاح القلب والعين والأذن قررا اللقاء، وكان الموعد في مقهى بفندق. صاحبة الصوت الجميل «لم يكن في وعدها خلج» فحضرت إلى الموعد قبل نصف ساعة، جاء الرجل.. جلس قبالتها ويداه ترتجفان وعيناه تترأرآن وترقصان على عزف الأذين الأبطن.. ولم يتوقف عن اهتزازه الا بعد أن كشفت عن وجهها، فكان «طالع وجه العنز واحلب لبن» وضع حساب الفاتورة وغادر مسرعا.
نعم الأذن تعشق قبل العين احيانا، فالأذن تستقبل الاصوات الخارجية وتحولها إلى اشارات كهربائية تغرسها في الدماغ الذي يرسلها إلى مركز العاطفة القلب ليبدأ العشق من الأذن التي تهاتف العين لتصادق على ميثاق الحب، فتصدم العين بما ترى. فلا تنخدع عزيزي بصوت فيه دل وغنج.. ولا تتوهم بموعد أنثى فيه خلج.
نبضة أخيرة
الحوار في زمن البوار لا يؤدي الا إلى فراق..
بقلم : سمير البرغوثي
حب ذات الدل والغنج
التي في عينها دعج
والتي أن حدثت كذبت
والتي في وعدها خلج
ذهب في اليوم التالي.. فشاهد أحد أقاربه «ابن عمه» فحاول التخلص منه، لكن ابن عمه كان يراقبه وهو يرتدي تلك البذلة الجميلة، يحمل الوردة.
ولم تأت صاحبة الصوت. وفي اليوم الثالث.. حضر ولم تأت، وشاهد ابن عمه... وكذلك الحال في اليوم الرابع، وكان قد غير بذلته التي اتسخت.. فاقترب منه ابن عمه الذي أخذه بالاحضان وهو يخفي في القلب ضحكة عميقة.. فقد كان ابن العم هو صاحب الصوت «المقلب».. وبعد أن عرف المغرم بالمقلب وقعت القطيعة بين الاثنين منذ 35 عاما وحتى اليوم.
مغرم بالصوت الجميل، جاءه صوت أنثى عبر الهاتف وكأنه نسمة صيفية، وبعد محادثات ومكالمات دامت شهورا، وتحت إلحاح القلب والعين والأذن قررا اللقاء، وكان الموعد في مقهى بفندق. صاحبة الصوت الجميل «لم يكن في وعدها خلج» فحضرت إلى الموعد قبل نصف ساعة، جاء الرجل.. جلس قبالتها ويداه ترتجفان وعيناه تترأرآن وترقصان على عزف الأذين الأبطن.. ولم يتوقف عن اهتزازه الا بعد أن كشفت عن وجهها، فكان «طالع وجه العنز واحلب لبن» وضع حساب الفاتورة وغادر مسرعا.
نعم الأذن تعشق قبل العين احيانا، فالأذن تستقبل الاصوات الخارجية وتحولها إلى اشارات كهربائية تغرسها في الدماغ الذي يرسلها إلى مركز العاطفة القلب ليبدأ العشق من الأذن التي تهاتف العين لتصادق على ميثاق الحب، فتصدم العين بما ترى. فلا تنخدع عزيزي بصوت فيه دل وغنج.. ولا تتوهم بموعد أنثى فيه خلج.
نبضة أخيرة
الحوار في زمن البوار لا يؤدي الا إلى فراق..
بقلم : سمير البرغوثي