تعالت أصوات مسؤولين وإعلاميين ورياضيين في بريطانيا وفرنسا وألمانيا والدنمارك لمهاجمة قطر، والمطالبة بمقاطعة كأس العالم، مرة بحجة الدفاع عن حقوق العمال الأجانب، ومرة أخرى بحجج أخرى، ووصل الأمر إلى قيام بعض المطارات الأوروبية بالتضييق على سفر المشجعين إلى الدوحة.

وقد بلغت حالة الهستيريا الغربية إلى حد قيام صحيفة «لوكانار إنشينيه» الفرنسية بنشر كاريكاتير يصور لاعبي المنتخب القطري لكرة القدم على أنهم «إرهابيون».

وإذا أردنا البحث عن أسباب منطقية للهجوم الأوروبي على قطر، فعلينا البداية من بريطانيا، فقد مثلت صحفها وتحديدا «الغارديان» رأس الحربة في هذه الحملة، فقد تبنت هذه الصحيفة حملة لطلب سحب ملف استضافة قطر كأس العالم، وبعد فشل الحملة الأولى، أطلقت الغارديان حملة جديدة وهذه المرة تحت شعار التعاطف مع العمال الذين يعملون على تشييد ملاعب كرة القدم.

أما فرنسا التي قررت عدد من بلدياتها مقاطعة بث مباريات كأس العالم في قطر وعدم عرضها على شاشات كبيرة في الميادين العامة، فقد رفعت إلى جانب التضامن مع العمال شعار الحفاظ على البيئة، معتبرة أن تبريد منشآت كأس العالم سيؤدي لانبعاثات كربونية عالية.

ولكن فرنسا، والكلام هنا للرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم ناصر الخاطر، تتجاهل نقطتين، الأولى أن تدفئة الملاعب الأوروبية في فصل الشتاء تنتج انبعاثات كربونية أعلى، والثانية أن ملاعب المونديال صديقة للبيئة على عكس الملاعب الأوروبية.

لم تمنع الهجمة الشرسة على قطر من ظهور أصوات أوروبية عقلانية، وعلى رأسها وزير الخارجية الألماني السابق زيغمار غابرييل، الذي انتقد في تغريدة على تويتر ما أسماها الغطرسة الألمانية في التعامل مع قطر، مؤكدا أنه في الوقت الذي تشيد فيه الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية كل يوم بالإصلاحات التي حققتها قطر، ننتقدها نحن الألمان فقط كل يوم.الجزيرة نت