للقدر ترتيباته، وللمصادفة أسبابها، فبعد رحلة طويلة مباشرة لم أنم خلالها، سقطت في جب الليلة الأولى من بدء زيارة نيويورك. نمت أكثر من ثلاث عشرة ساعة متواصلة، أفقت في صبيحة اليوم التالي عند موعد صلاة الفجر.. ذهبت إلى المركز الإسلامي، صليت خلف الإمام وعند انتهاء الصلاة، أدار الإمام وجهه نحو المصلين، فعرف أنني غريب يدخل المسجد لأول مرة.. حيّاني بتحية الإسلام فاقتربت منه، صافحته عرفته بنفسي، سألني عن مذهبي الديني؟! فأجبت بسؤال: لماذا تسأل فقال: لدينا غدا محاضرة في مدينة «دير بورن» بولاية «ميتشغن» حول زواج «المتعة»، وسأحاضر في تلك المحاضرة، وأوجه الدعوات إلى المسلمين الشيعة لحضور الندوة.. أجبته أنني «سني» ولكن لا بأس سأحضر، ولكن سؤالي: لماذا الحديث عن زواج «المتعة» في مجتمع أميركي مفتوح؟ فقال: تعلم يا أخي، يوجد في أميركا سبعة إلى ثمانية ملايين مسلم، وقد بدأت تظهر على المسرح الأميركي عادات وممارسات بعض المهاجرين المسلمين من لبنان وإيران والعراق، ومن هذه العادات، زواج «المتعة» وأغلبية المسلمين من «شيعة وسنة» يرفضون تطبيق هذا الزواج لما له من أضرار على الفتيات المسلمات أو اللاتي يدخلن حديثا بالإسلام من الأميركيات، فتجد الفتاة قد تزوجت عشرة رجال في خلال اقل من سنة، ولم تعد تصلح لتكون ربة أسرة.. وأساس الإسلام هو الأسرة فإذا صلحت الأسرة، صلح الإسلام، ولهذا فإن محاضرتي ستركز على تجنب زواج «المتعة» وأبين بالوقائع هذه الأضرار.
هذه الصدفة قادتني للحديث عن المسلمين في المجتمع الأميركي، ومدى تأثير هذا المجتمع على المسلمين، قال: إن أخطر ما نواجهه هو ازدياد زواج المسلمات من أصحاب الديانات الاخرى وان هناك تقديرات تفيد انه ما بين 10 و15 % من النساء المسلمات في أميركا و30 % في كندا يتزوجن من رجال ذوي ديانات أخرى غير الإسلام.
قلت: هذا فشل الآباء في تنشئة بناتهم تنشئة صحيحة، وانخراطهم في الحياة الدنيوية وترك بناتهم في هذه الأجواء دون أن يغرسوا في عقولهن المبادئ الصحيحة للإسلام.
كان الإمام الأسمر حائرا وهو يهز رأسه قائلا: نحن في بلد «الحريات» والقانون يسمح للبنت بمقاضاة والدها وتقديم شكوى ضده في مركز الأمن إذا وقف ضد ارادتها وحريتها واختيارها.
هذه من الحريات العامة في أميركا، وأي دعوة لتغييرها في المجتمع الأميركي المسلم تعني «تطرف» وقد تتهم بالإرهاب ولهذا نحاول جاهدين ألا نكون فاشلين في التنشئة للأجيال المقبلة.
قلت: أتريد نصيحتي، قال: نعم، جزاك الله خيرا، أجبت: على كل رجل لديه بنات يبلغن الثالثة عشرة أن يرحل بهن إلى بلد إسلامي، وان يتم التنسيق مع الدول الإسلامية لاستضافة هؤلاء وبناتهم إلى أن يصلن سن الرشد.
رجل آخر مسلم، كان يجلس إلى جوارنا، قال إن الإسلام أجاز للرجل المسلم أن يتزوج من الديانات الأخرى. وقبل أن يسترسل في الحديث، قلت: القرآن لم يجز للمرأة المسلمة ان تتجوز من الديانات الأخرى، وقصره على الرجل فيه تحريم للمرأة، جزاكم الله خيرا.
غادرت المسجد وأنا على موعد لحضور ندوة عن زواج المتعة، ولكن حالت الظروف دون ذلك، لأجد نفسي في زمن آخر وفي مكان آخر شاهدا على زواج «متعة».
نبضة أخيرة
الوعد.. حين يكون لخيانة فهو فسق.. ووعد بلفور وعد لخيانة!
بقلم : سمير البرغوثي
هذه الصدفة قادتني للحديث عن المسلمين في المجتمع الأميركي، ومدى تأثير هذا المجتمع على المسلمين، قال: إن أخطر ما نواجهه هو ازدياد زواج المسلمات من أصحاب الديانات الاخرى وان هناك تقديرات تفيد انه ما بين 10 و15 % من النساء المسلمات في أميركا و30 % في كندا يتزوجن من رجال ذوي ديانات أخرى غير الإسلام.
قلت: هذا فشل الآباء في تنشئة بناتهم تنشئة صحيحة، وانخراطهم في الحياة الدنيوية وترك بناتهم في هذه الأجواء دون أن يغرسوا في عقولهن المبادئ الصحيحة للإسلام.
كان الإمام الأسمر حائرا وهو يهز رأسه قائلا: نحن في بلد «الحريات» والقانون يسمح للبنت بمقاضاة والدها وتقديم شكوى ضده في مركز الأمن إذا وقف ضد ارادتها وحريتها واختيارها.
هذه من الحريات العامة في أميركا، وأي دعوة لتغييرها في المجتمع الأميركي المسلم تعني «تطرف» وقد تتهم بالإرهاب ولهذا نحاول جاهدين ألا نكون فاشلين في التنشئة للأجيال المقبلة.
قلت: أتريد نصيحتي، قال: نعم، جزاك الله خيرا، أجبت: على كل رجل لديه بنات يبلغن الثالثة عشرة أن يرحل بهن إلى بلد إسلامي، وان يتم التنسيق مع الدول الإسلامية لاستضافة هؤلاء وبناتهم إلى أن يصلن سن الرشد.
رجل آخر مسلم، كان يجلس إلى جوارنا، قال إن الإسلام أجاز للرجل المسلم أن يتزوج من الديانات الأخرى. وقبل أن يسترسل في الحديث، قلت: القرآن لم يجز للمرأة المسلمة ان تتجوز من الديانات الأخرى، وقصره على الرجل فيه تحريم للمرأة، جزاكم الله خيرا.
غادرت المسجد وأنا على موعد لحضور ندوة عن زواج المتعة، ولكن حالت الظروف دون ذلك، لأجد نفسي في زمن آخر وفي مكان آخر شاهدا على زواج «متعة».
نبضة أخيرة
الوعد.. حين يكون لخيانة فهو فسق.. ووعد بلفور وعد لخيانة!
بقلم : سمير البرغوثي