bin.saeeda@hotmail.comفي العام 1997 تم اختطاف «فيكتور كينتانا» النائب الفيدرالي في المكسيك، على يد قتلةٍ محترفين، تم استئجارهم من قبل ساسة فاسدين كان فيكتور يفضح صفقاتهم المشبوهة!
قيدوه بالحبال، وبطحوه أرضاً، وانهالوا عليه ركلاً ورفساً، ثم جلسوا يشربون الخمر في جلسة أخيرة قبل أن يُطلقوا الرصاص عليه!
ثم دخلوا في حوارٍ حول كرة القدم، عندها دسَّ فيكتور نفسه في الحوار، وراح وهو ينزف دماً من أنفه يسردُ عليهم قصصاً من كتاب «إدواردو غليانو» كرة القدم في الشمس والظل!
قايضَ كل قصةٍ يعرفها بدقائق من عمره، تماماً مثلما قايضتْ شهرزاد قصة مقابل ليلة جديدة من حياتها!
وراحت الدقائق تمشي، والقصص تُسرد!
وأخيراً تركه القتلة هناك، مضروباً بشدة، مضرجاً بدمه، وقالوا له: لقد استلطفناك، أنتَ تعرف الكثير عن كرة القدم!
أنقذت القراءة عن كرة القدم حياة فيكتور من موت محتم، من كان يتخيل أن كتاباً يقرأه المرءُ يمكن أن يجدي نفعاً وهو على بعد ثوانٍ من تلقي رصاصة في رأسه؟ ولكن هذا هو الذي حدث!
وكما فعلت القراءة بأنها غيَّرتْ حياة أشخاصٍ كثيرين، وقلبتها رأساً على عقب، كذلك فعلتْ كرة القدم!
الكثير من النجوم الذين تعرفونهم كانوا في طفولتهم فقراء جداً، يلعبون حُفاةً لأنهم لا يملكون ثمن الأحذية! ولكن إصرارهم، موهبتهم، إيمانهم بأنفسهم، جعلهم مشاهير وأثرياء!
وعلى سبيل المثال لا الحصر، اللاعب الخلوق جداً، والإنسان الرائع كثيراً «ساديو ماني»، لاعب ليفربول سابقاً، وبايرن ميونيخ حالياً، لم يكن يجد طعاماً في طفولته، ونام ليالي كثيرة جائعاً، ولكنه اليوم يُطعم عشرات الآلاف من الفقراء في بلده السنغال!
الظاهرة البرازيلية رونالدو، كان بعد التتويج بكأس العالم يشتري عشرات السترات الجلدية في وقتٍ واحد، الشيء الذي لم يكن النجم البرازيلي الآخر «كاكا» يفعله، وعندما حلل علماء النفس هذا التصرف، قالوا: جاء كاكا من أُسرة غنية، كان في أعماقه جرّبَ كل هذا الترف، أما رونالدو فكان حرمان الطفولة كامناً فيه، كان في لا وعيه ينتقم من كل معاناة الطفولة!