+ A
A -
من بطولات نسائنا.. وحتى لا ننسي حكاية عروس
وجهت رقاع الدعوة إلى جميع صديقاتها لحضور «ليلة الحنة» هكذا قالت لصديقاتها، فالعريس في انتظارها، وتريد ان تكون أكثر بهاء فموعدها مع ليلة هي أجمل الليالي، فجاءت سيدة «البودي كير» وسيدة «المونيكير»، وابتدأت السهرة والأهازيج ترتفع فالعروس ليست كأي عروس والعرس ليس لأي عريس خرجت على المدعوات بثوب أحمر وقالت: أريد ان اكون اكثر طيبا، ثم عادت وارتدت ثوبها الاصفر. وقالت: اريد ان اكون اقوى من الموت، ثم عادت وارتدت ثوبا ابيض، وقالت: اريد ان اكون اكثر صفاء ونقاء.
جاءت المحنية، ونقشت على جسدها خريطة فلسطين، يزينها الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وجاءت خبيرة المعادن، ورصعتها بدبابيس.. وهي تقول: زيديها.. زيديها.. أريد كل دبوس خنجرا.. صاروخا، قنبلة، زيديني.. اريد كل جزء من جسدي يتوزع بحجم فلسطين.. اريد جزءا للشهيد عز الدين القسام، وجزءا للشهيد فتحي الشقاقي، وجزءا للشهيد يحيى عياش، أريد جسدي إشعاعا يشرق مع صبح شاطئ حيفا الواسن.
رصعيني، كحليني بالبارود، زنريني بالديناميت، فأنا سيدة الشهداء.. والعريس على باب الخلد في الانتظار.
زيديني رعبا.. فما اصاب احبائي الصغار في غزة والقدس ورام الله وجنين؟ يدعوني لحفلة سبقوني إليها.. انهم يحملون الشموع ليرافقوني إلى سيد الشهداء في أجمل عرس عرفته الارض والسماء. كانت هنادي في صلب والدها في يوم الانكسار.. كانت هنادي جنينا في يوم الاندحار، كانت هنادي طفلة وهي ترى سقوط أترابها الصغار، كانت هنادي صبية وهي ترى دفن الأحياء من أإبناء بلدتها تحت أنقاض المخيم.
كانت هنادي شابة وهي تقف خلف الأطفال تشد أزرهم وتنشد:
اضرب تحجرت القلوب وما لها الا الحجر..
اضرب فمن كفيك ينهمر المطر
في خان يونس.. في «بلاطة»..
في البوادي والحضر
ولى زمان الخوف
أثمر في مساجدنا الشرر
في فتية «الانفال» و«الشورى»
و«لقمان» وحفاظ «الزُّمَر»
من صخرة المعراج تنطلق الأوامر والعبر
في المسجد الاقصى وفي «العمري»
هنادي.. كانت على موعد مع دمها يسيل كما النهر.. هنادي كانت على موعد مع عرسها مع عروس المتوسط حيفا.. هنادي بعثت رعود جبينها.. لتعلن ان فلسطين موعدنا، لا مدريد، ولا اوسلو، ولا كامب ديفيد، ومهما طالت الأيام فالشعب الذي انجب هنادي لابد ان ينتصر.. وبدم هنادي سننقش على جدران القلب يوم رحيل آخر صهيوني عن ممرنا إلى السماء لنعبر بهدوء ونصلي بسلام خلف كل الانبياء.
نبضة أخيرة
من يؤمن بالوطن.. يضحي بالروح من أجل الوطن.
بقلم : سمير البرغوثي
وجهت رقاع الدعوة إلى جميع صديقاتها لحضور «ليلة الحنة» هكذا قالت لصديقاتها، فالعريس في انتظارها، وتريد ان تكون أكثر بهاء فموعدها مع ليلة هي أجمل الليالي، فجاءت سيدة «البودي كير» وسيدة «المونيكير»، وابتدأت السهرة والأهازيج ترتفع فالعروس ليست كأي عروس والعرس ليس لأي عريس خرجت على المدعوات بثوب أحمر وقالت: أريد ان اكون اكثر طيبا، ثم عادت وارتدت ثوبها الاصفر. وقالت: اريد ان اكون اقوى من الموت، ثم عادت وارتدت ثوبا ابيض، وقالت: اريد ان اكون اكثر صفاء ونقاء.
جاءت المحنية، ونقشت على جسدها خريطة فلسطين، يزينها الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وجاءت خبيرة المعادن، ورصعتها بدبابيس.. وهي تقول: زيديها.. زيديها.. أريد كل دبوس خنجرا.. صاروخا، قنبلة، زيديني.. اريد كل جزء من جسدي يتوزع بحجم فلسطين.. اريد جزءا للشهيد عز الدين القسام، وجزءا للشهيد فتحي الشقاقي، وجزءا للشهيد يحيى عياش، أريد جسدي إشعاعا يشرق مع صبح شاطئ حيفا الواسن.
رصعيني، كحليني بالبارود، زنريني بالديناميت، فأنا سيدة الشهداء.. والعريس على باب الخلد في الانتظار.
زيديني رعبا.. فما اصاب احبائي الصغار في غزة والقدس ورام الله وجنين؟ يدعوني لحفلة سبقوني إليها.. انهم يحملون الشموع ليرافقوني إلى سيد الشهداء في أجمل عرس عرفته الارض والسماء. كانت هنادي في صلب والدها في يوم الانكسار.. كانت هنادي جنينا في يوم الاندحار، كانت هنادي طفلة وهي ترى سقوط أترابها الصغار، كانت هنادي صبية وهي ترى دفن الأحياء من أإبناء بلدتها تحت أنقاض المخيم.
كانت هنادي شابة وهي تقف خلف الأطفال تشد أزرهم وتنشد:
اضرب تحجرت القلوب وما لها الا الحجر..
اضرب فمن كفيك ينهمر المطر
في خان يونس.. في «بلاطة»..
في البوادي والحضر
ولى زمان الخوف
أثمر في مساجدنا الشرر
في فتية «الانفال» و«الشورى»
و«لقمان» وحفاظ «الزُّمَر»
من صخرة المعراج تنطلق الأوامر والعبر
في المسجد الاقصى وفي «العمري»
هنادي.. كانت على موعد مع دمها يسيل كما النهر.. هنادي كانت على موعد مع عرسها مع عروس المتوسط حيفا.. هنادي بعثت رعود جبينها.. لتعلن ان فلسطين موعدنا، لا مدريد، ولا اوسلو، ولا كامب ديفيد، ومهما طالت الأيام فالشعب الذي انجب هنادي لابد ان ينتصر.. وبدم هنادي سننقش على جدران القلب يوم رحيل آخر صهيوني عن ممرنا إلى السماء لنعبر بهدوء ونصلي بسلام خلف كل الانبياء.
نبضة أخيرة
من يؤمن بالوطن.. يضحي بالروح من أجل الوطن.
بقلم : سمير البرغوثي