خلصنا من «الهم والغم».. وغضب الشقيق من الشقيق وخوف الشقيق من الشقيق.. ارتحنا من «البعث» صاحب شعار «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة». وبقي بعث بنفس الشعار لكنه أقسم أن يهدم الدار ولا يترك بشرا أو حجرا.. زعيم يقول انه من نفس الوطن ولو كان منه لما دمر حجرا واحدا.... غادرت المعركة وخرجنا من خلف «المتراس» إلى أمام المتراس ومتراسي كان التلفاز.. اختبأت خلفه هربا من مآسي تحدث في الموصل أو في حلب.. وعدت أمامه، وطلت جارة القمر.. وارتميت على ظهري منشكحا وبيدي فردة حذائي الايطالي.. اهدد بها ولدي «المشاكس» وهو مهذب ومحترم حيث يترك لي المجال أن أتمتع بهز الوسط القادم من أمام المتراس.. وأنا معجب بصابر الرباعي.. ولا أريد أي همس حين يبدأ «زعيقه» بالموال الشامي، ومجنون بأصالة نصري وهي تصيح «يا مجنون، مش أنا ليلى يا مجنون» وليلى في العراق مريضة وكل يسارع لعلاجها..
خلصنا من «البعث» العراقي و«العبث» السياسي الذي أقلقنا وأرقنا على مدى نصف قرن. فقد سحب والدي إلى السجن بتهمة حيازة كتب «لميشيل عفلق» دسها بعثي في سور مزرعته في اواسط الخمسينيات وعدنا إلى «البعث» الأميركي والعبث الاخلاقي.
ارتحنا من «رسالة خالدة» أراد البعث ان ينقض بها على «الرسالة» الحقيقية التي نزلت من السماء على محمد بن عبد الله في غار حراء.. اراد عفلق ان يقنعنا بأن رسالته هي الاصلح والأمثل.. فكان هناك بعثان أحدهما في دمشق والآخر في بغداد. والمدينتان تاريخيتان، الأولى كانت عاصمة الدولة الإسلامية الثانية في عهد الامويين، والثانية كانت عاصمة الدولة الإسلامية الثالثة في عهد العباسيين، ومن المدينتين انطلقت قوافل الفتح الإسلامي، ومن المدينتين انبعث اشعاع العلم والحضارة وغطى ارجاء المعمورة. المدينتان في الطريق إلى النهاية.. ومجيء دونالد ترامب سيعني اننا سوف ننتهي من مشاكلنا وآلامنا التي جرها علينا الحزب الديمقراطي بلا مبالاته في شؤون العرب السنة.. لعلنا نعود مع الجمهوري إلى بغداد ولنرتح قليلا بعد 8 سنوات من التوتر الذي جر علينا السكري وضغط الدم والاكتئاب.. «فلنفرفش» قليلا، ولتكن فرفشتنا على شواطئ ليل دجلة.. نأكل المسقوف ونترنح «طربا» مع كاظم الساهر وسعدون جابر، وياس خضر وعفيفة اسكندر ومائدة نزهت وحسيبة خضير، ونعيد مجد أحلام وهبة وناظم الغزالي وعبد الجبار الدراجي. ولنستخدم مضاداتنا في مقاومة مادونا وشاكيرا ومايكل جاكسون.. فلنا «وسطنا» نهزه بطريقتنا، ولهم «وسطهم» يهزونه بطريقتهم وهزة «وسطنا» أحلى.. ويبقى الشرق شرقا والغرب غربا.
بقلم : سمير البرغوثي
خلصنا من «البعث» العراقي و«العبث» السياسي الذي أقلقنا وأرقنا على مدى نصف قرن. فقد سحب والدي إلى السجن بتهمة حيازة كتب «لميشيل عفلق» دسها بعثي في سور مزرعته في اواسط الخمسينيات وعدنا إلى «البعث» الأميركي والعبث الاخلاقي.
ارتحنا من «رسالة خالدة» أراد البعث ان ينقض بها على «الرسالة» الحقيقية التي نزلت من السماء على محمد بن عبد الله في غار حراء.. اراد عفلق ان يقنعنا بأن رسالته هي الاصلح والأمثل.. فكان هناك بعثان أحدهما في دمشق والآخر في بغداد. والمدينتان تاريخيتان، الأولى كانت عاصمة الدولة الإسلامية الثانية في عهد الامويين، والثانية كانت عاصمة الدولة الإسلامية الثالثة في عهد العباسيين، ومن المدينتين انطلقت قوافل الفتح الإسلامي، ومن المدينتين انبعث اشعاع العلم والحضارة وغطى ارجاء المعمورة. المدينتان في الطريق إلى النهاية.. ومجيء دونالد ترامب سيعني اننا سوف ننتهي من مشاكلنا وآلامنا التي جرها علينا الحزب الديمقراطي بلا مبالاته في شؤون العرب السنة.. لعلنا نعود مع الجمهوري إلى بغداد ولنرتح قليلا بعد 8 سنوات من التوتر الذي جر علينا السكري وضغط الدم والاكتئاب.. «فلنفرفش» قليلا، ولتكن فرفشتنا على شواطئ ليل دجلة.. نأكل المسقوف ونترنح «طربا» مع كاظم الساهر وسعدون جابر، وياس خضر وعفيفة اسكندر ومائدة نزهت وحسيبة خضير، ونعيد مجد أحلام وهبة وناظم الغزالي وعبد الجبار الدراجي. ولنستخدم مضاداتنا في مقاومة مادونا وشاكيرا ومايكل جاكسون.. فلنا «وسطنا» نهزه بطريقتنا، ولهم «وسطهم» يهزونه بطريقتهم وهزة «وسطنا» أحلى.. ويبقى الشرق شرقا والغرب غربا.
بقلم : سمير البرغوثي