+ A
A -
كتب - أكرم الفرجابي

عُرف المجتمع القطري بكرم الضيافة، وحسن استقبال الضيوف والترحاب بهم، ولطقوس استقبال الضيف عادات متوارثة مازال أهل قطر محافظين عليها، ويؤدونها بكل حفاوة وعطاء، باعتبار أن كرم الضيافة هي السمة الأساسية في المجتمع منذ القدم، وللقهوة العربية دلالة خاصة في التعبير عن الكرم والحفاوة بالضيف.

وتشهد مواقع استقبال الضيوف والترحاب بهم، في مواقف المسيلة، ومنفذ أبو سمرة الحدودي، ومطار الدوحة الدولي، إقبالا كبيرا من ضيوف المونديال، للتعرف على الثقافة القطرية، حيث يحظى زوار قطر والمشجعون، خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، بأوقات جميلة مع تذوق القهوة العربية وتجربة مذاق مختلف، وخوض رحلة فريدة على أرض قطر أينما ذهبوا أساسها الكرم والضيافة التي يتمتع بها أهل البلد.

ضيافة قطرية

ورصدت «الوطن» خلال جولة ميدانية في مقر المبادرة بمواقف المسيلة، تقديم القهوة العربية والضيافة القطرية على مدار «24» ساعة لجميع زوار الدولة القادمين لحضور المونديال، حيث تقدم المبادرة الضيافة في «3» مواقع بحسب القائمين عليها وهي: مواقف المسيلة، والمنفذ الحدودي بمنطقة أبو سمرة، بالإضافة إلى مطار الدوحة الدولي.

ويذكر أن الهدف من هذه المبادرة هو إيصال رسالة لضيوف المونديال بعاداتنا وتقاليدنا، حيث يتم استقبال الزوار بالمواقع الثلاثة المذكورة أعلاه، وتقديم لهم القهوة والشاي الكرك والتمور والعود الأزرق والطيب، مع ابتسامة تملأ الوجه، وعبارات ترحيب تجعل الضيوف القادمين لمشاهدة مباريات المونديال يشعرون بفرحة المضيف بقدومهم وحفاوة استقباله لهم، حيث تم تخصيص مجموعة من الشباب القطريين في كل مواقع المبادرة للإشراف على سير العمل والترحيب بالضيوف.

وتقدم خدمة القهوة العربية والضيافة القطرية للزوار مجانا بالكامل، وهي أول مبادرة تقدم خدمة بصورة مجانية للجماهير في جميع بطولات كأس العالم، مثلما فعلت اللجنة المنظمة لكأس العالم التي حرصت على مفاجأة الجماهير الحاضرة في مباراة الافتتاح بين منتخبي قطر والإكوادر على استاد البيت، بتقديم هدايا تذكارية للجمهور مع عبارة «على الوعد» التي اتخذتها قطر شعاراً لها خلال التحضير للبطولة.

أهلاً بالجميع

وفي السياق يقول المواطن راشد الكبيدة، أحد الذين التقيناهم في بيت الشعر بمواقف المسيلة: لا يسعني في هذه المناسبة السعيدة على قلوبنا جميعاً، كقطريين أو مقيمين على هذه الأرض الطيبة، وكذلك كعرب أن نهنئ أنفسنا ونهنئ أمير بلادنا صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وصاحب السمو الأمير الوالد حفظهما الله، بتحقيق أحلامنا بنجاح العرس الكوري، وافتتاح هذه البطولة في بلدنا الغالي قطر واستضافة جميع زوارنا من كل انحاء العالم على اختلاف أعراقهم ودياناتهم وثقافاتهم استضافة تليق بنا وبديننا وعاداتنا، حيث أوصانا ديننا الحنيف على إكرام الضيف، وكذلك تعلمنا منذ الصغر من آبائنا ومجتمعنا القطري الخليجي العربي الأصيل على حسن استقبال ضيوفنا وتقديم لهم ما نستطيع والبشاشة والترحيب بهم.

وأضاف: استطعنا وبفضل من الله ومنّة على ان نقدم لزوارنا الكرام كل ما نستطيع من إكرام للضيوف بالترحيب والبشاشة وإعداد المكان لهم للاستراحة من وعثاء السفر، وتقديم القهوة العربية لهم والشاي والطيب وبعض المأكولات العربية، ونحن على يقين أن قطر لم تكن لتستضيف العالم إلا لتبهرهم وتعرّفهم بقيم الشعب القطري العربي المسلم المضياف وإنهُ وطن يقودهُ تميم المجد وجميع مساحته تُعتبر بيتا كبيرا لكل الضيوف، وفي الختام لا يسعني إلا أن أُردد كلمة سمو أميرنا المفدى بقوله: «أهلاً بالجميع في دوحة الجميع».

اهتمام بالقهوة

وترتبط القوة العربية بعادات وتقاليد ومدلولات تختلف من بلد إلى آخر، ولكنها تشترك في تعزيز ثقافة الاحتفاء والترابط الاجتماعي، غير أن القهوة العربية لها دلالة خاصة في التعبير عن الكرم والحفاوة بالضيف في منطقة الخليج العربية عامة ودولة قطر على وجه الخصوص، حيث تتميز القهوة العربية بأدواتها الخاصة وطرقها المميزة في الصنع، وطقوسها في الإعداد وتقديمها للضيف، كما تحظى القهوة باهتمام المجتمع القطري كجزء من ثقافته، وقد اهتم الشعراء القطريون بها فنظموا حولها الأشعار والألغاز، كثير من الشعراء القطريين الذين قرظوا الشعر حول القهوة ومنهم الشاعر عمير بن عفيشة الهاجري، والشاعر لحدان بن صالح الكبيسي، فالقهوة ليست مشروبا منشطا أو طقسا يوميا يفتتح به المرء نهاره فقط، وإنما هي كما يقول الشاعر محمود درويش «القراءة العلنية لكتاب النفس المفتوح، والساحرة الكاشفة لما يحمله النهار من أسرار»، وهي في الخليج سلوك أصيل، تتخلق به الأسر الخليجية، تعبيرا عن حسن الاستقبال وكرم الضيافة وعمق المودة والمحبة، ولذلك لا تزال القهوة العربية في قطر ودول الخليج تحتفظ بألقها وتوهجها رغم اكتساح المحلات التي تقدم القهوة الغربية، بل إنها أصبحت تنافس هذه الأنواع، بفتح المقاهي الخاصة، أو ما يسمى بـ «كوفي شوب شعبي»، لتحافظ على التقاليد والطقوس الأصيلة للمجتمع القطري.

copy short url   نسخ
24/11/2022
495