واقع السياسة الدولية ظل يشهد في العقود والسنوات الأخيرة تطورات متلاحقة، انعكست بشكل واضح على مجمل تحولات الأحداث السياسية، إقليميا ودوليا، وتدل تفاعلات الكم الهائل من ردود الأفعال على مختلف المستويات في الساحتين الإقليمية والدولية، إزاء الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة الأميركية، التي أسفرت نتيجتها أمس عن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسة أميركا، على أن عالم اليوم يتأثر سريعا بواقع التغيرات العديدة في المشهد الدولي.
ونظرا لما تحتله أميركا من موقع متقدم، باعتبارها ظلت تمثل القطب الدولي الأكثر قوة ونفوذا في مجالات السياسة والدبلوماسية والأمن والاقتصاد العالمي، فإن تفاعلات متباينة قد توالت، أمس، في تعليقات مختلف قادة دول العالم على هذه النتيجة الانتخابية.
لقد تباينت ردود الأفعال تجاه فوز ترامب، لكن القاسم المشترك بين تفاعلات أغلبية دول العالم قد أظهر أن الساحتين الإقليمية والدولية مستعدتان للتعامل مع الرئيس الأميركي الجديد في إطار استمرار دور أميركا كدولة مؤسسات في التأثير على أحداث العالم، لكن هنالك إشارات عديدة قد ظهرت على المستوى السياسي، محورها تأكيد ضرورة أن تقوم أميركا في فترة ولاية الرئيس ترامب بما هو مناط بها من دور عالمي كبير للعمل مع الدول الأخرى، من أجل تعزيز السلم والأمن الدوليين، وحماية قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدل، خصوصا في التعامل المرتقب لترامب مع قضايا وملفات ساخنة، في مقدمتها قضايا فلسطين وسوريا والعراق واليمن وليبيا.