أشاد محمد ياسين صالح، الإعلامي بقناة الجزيرة، بما قدمته قطر من إبهار ومتعة خلال حفل افتتاح بطولة كأس العالم، منوهاً بقوة قطر في تنظيم الحدث بشكل عام وقدرتها على تقديم صورة رائعة عن المسلمين والعرب وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وأكد ياسين خلال حواره مع الوطن أن قطر صعبت الأمور على من سيأتي بعدها لتنظيم هذه البطولة لأنها ارتقت بها إلى أعلى مستويات المتعة والإبهار، ما سيجعل الوضع صعباً إلى حد كبير بالنسبة لمن سينظمون البطولة بعدها.
{ في البداية هل أنت من المتابعين الجيدين لكرة القدم أم لا؟
- أنا متابع لكرة القدم بنسبة قليلة جداً، وأهتم فقط بكرة القدم إذا كان هناك منتخب عربي، وأحرص على متابعة اللعبة الجميلة ولكي أرى قدرة الخالق سبحانه وتعالى في تمييز لاعب بقدرات ومهارات تجعلك تقول سبحان الله كيف لهذا اللاعب أن يتقن فنون اللعبة بهذا الشكل، فأنا استمتع باللعب النظيف والمهارات المميزة كالذي يستمتع بجمال الطبيعة والمناظر الخلابة.
{ وما ذكرياتك مع كأس العالم؟
- بالنسبة لذكرياتي مع كأس العالم فأنا أعتبرها مثل أي ذكريات أخرى للأطفال، أرى الناس وهي تتجمع أمام الشاشات لمتابعة مباريات البطولة وتتفاعل مع اللاعبين ونتائج المنتخبات في وقت كانت الشاشات فيه صغيرة رغم ضخامة هيكل التليفزيون وحجمه، وكذلك الصناديق الضخمة التي كانوا يضعون فيها التليفزيون في ذلك الزمن، وأتذكر جيداً أجواء البطولة وتشجيع الجمهور والأعلام التي يتم وضعها في الأماكن الخاصة بالتشجيع وما إلى ذلك، ولم أقم بتشجيع أي منتخبات أجنبية، لأنني لا أجد أي روابط تجمعني بهذه المنتخبات ولا يعنيني في البطولة إلا المنتخبات العربية فأنا دائماً منحاز لتلك المنتخبات وأشجع أي منتخب عربي متواجد في المونديال.
{ حدثنا عن شعورك باستضافة قطر بطولة كأس العالم؟
- شعوري باستضافة قطر لهذا الحدث الكبير هو شعور بالأصالة والفخر العارم والمجد والعظمة، وشعور بأن الجهود التي بذلك خلال 12 عاماً لم تذهب هباءً منثوراً بل بالعكس استطاعت قطر أن تجني ثمار تلك الفترة التي اجتهدت فيها قطر ووجدت حلولاً لكافة التحديات والصعوبات التي واجهتها، وأرى أن هذا الحدث لا يتوقف فقط على الاستضافة الرياضية لبطولة عالمية وإنما تراكم للتفوق الدبلوماسي والسياسي والعمراني.
وفي الحقيقة لابد هنا أن نشكر صاحب السمو على أنه دائماً يصنع المجد ويتقاسمه مع أشقائه العرب، وأعتبر أن ضيوف قطر هم ضيوف كل العرب، لأنهم قادمون على منظومة أخلاقية واجتماعية مشابهة، فهم عندما يغادرون الدوحة سيقولون هكذا وجدنا العرب، فقط حملت هذا العبء نيابة عن كل الشعوب العربية، وأنا على ثقة بأن قطر في هذا المونديال ستزيد كثيراً من صعوبة التحدي لمن سينــظم هذه البطولة في النسخ المقبلة، فالقطريون أحرجوا من قبلهم وأتعبوا من بعدهم.
{ وماذا عن التغطية الإعلامية ؟
- التغطية الإعلامية على مستوى الحدث، وأرى أن الأذرع الإعلامية وأقصد بها الجزيرة والبي إن سبورت بالدرجة الأولى والإعلام القطري المحلي بشكل عام، كانوا جميعاً على مستوى الحدث، قدموا عملاً مدهشاً يواكب الإنجازات القطرية الضخمة.
{ ما رأيك في الاستعدادات التي تمت فيما يخص التحضير للمونديال؟
- الاستعدادات للمونديال كانت مدهشة جداً، وتدل على أن من قبلوا هذا التحدي قبل 12 عاماً يعرفون أنفسهم حق المعرفة وثقتهم بأنفسهم في محلها، وقد أدوا الأمانة بأجمل شكل وأثلجوا صدور الشعوب العربية.
{ ما رأيك فيما تعرضت له قطر من حملات مشبوهة خلال الفترة الأخيرة؟
- الحملات المشبوهة أشبه بأن تأتي بذبابة وتطلب منها أن تنفخ من أجل أن تزيح الجبل، وأقول إنها ذبابة تنفخ في سفح الجبل منذ سنين جهدها وما انتقل، وبالأمانة هذه الحملات تذكرني بقول المتنبي «ومكائد السفهاء واقعة بهم»، وفعلا وقعت هذه الحملات على من وقف خلفها، وأعتقد أن حفل الافتتاح كان رسالة قوية لكل من شكك وتحدث وأساء، فقد كان حفلاً مبهراً وناجحاً بكل المقاييس.
{ ماذا تقول للجمهور الحاضر إلى قطر ؟
- أقول لكل الجماهير التي جاءت إلى قطر والتي ستأتي «حياكم الله» وأقول مثل ما قال أمير دولة قطر «مرحبا بالعالم في دوحة الجميع» ونحن نقول مثلما قال: أقول: أهلا بكم في أرض العرب وفي ضيافة العرب.
{ ما رسالتك للمواطن القطري خلال تلك الفترة؟
- رسالتي للمواطن القطري أقول له لست وحدك، فصحيح نحن هنا ضيوف ومقيمون، ولكننا نعتبر أنفسنا أهل محل، لأن ضيف الأجواد يعزم، فنحن معكم في السراء والضراء، سفراء للعرب والمسلمين بكل ما حبانا الله وبكل ما لدينا، كما أقول لكل القطريين مبروك عليكم هذا العرس الكبير الذي يتزامن مع الأعراس الوطنية في بلد يستحق أن يحتفل بيومه الوطني 360 يوماً في العام.
{ ما الفريق الذي تتوقع أن يحصد لقب البطولة؟
- أتوقع أن تكون الأرجنتين هي صاحبة هذا اللقب، ولكني أتمنى أن يذهب كأس العالم إلى منتخب عربي، ولكن هذه أمنية فقط رغم صعوبتها إلا أنني أتمناها من قلبي.
