+ A
A -
تحررت الطائرة من الجاذبية الأرضية، وأطفئ إشعار ربط الحزام، جاءت مضيفة عمانيه، وبكل أدب قدمت لي ما طلبت... «سماعات» حتى أغلق أذناي من ضجيج عمالة آسيوية، تتقاطع الحياة، نقف على حافاتها، نرقب الغادي والصادي، ومع كل حركة حكاية، وفي كل حكاية مأساة أو ملهاة أو رواية فرح، والموقف متأزم في كل الحالات سواء بين الأفراد أو الجيران من البشر أو القرى أو المدن أو الدول وأخشى من تأزم الموقف بين القارات، وهو الحاصل، فأوروبا ترى افريقيا متخلفة، وترى آسيا متراجعة، وانها تتماهى مع اميركا الشمالية طبعا، التي ترى في اميركا الجنوبية متخلفة قياسا للعالم الاول، ومع التقاطع ومجيء ترامب رئيساً لأميركا قد تغير أوروبا نظرتها للاميركان الذين اختاروا الأعنف لقصيدة بلدهم.

في كل إجازة أذهب إلى جلعاد، الجبال المطلة على فلسطين، من شرق نهر الاردن وانتظر إلى ان يحين الليل حتى أرى أضواء القدس تتلألأ، وأتساءل هل كان الرجل ضالا حين رأى نفس الأنوار من مكان على حافة اخرى وتساءل: أهذه أنوار القدس نراها من هنا؟ وقال مقولته «سأحرق نصف فلسطين لأحرر القدس» وقامت عواصم الشر ولم تهدا إلا بعد أن ضحوا به صباح يوم عيدنا الاكبر.. قلت: أمامي أنوار القدس وفي القران سورة تنير درب الإسراء إليها لنعرج منها إلى السماء فهي البوابة الوحيدة إلى السماء ومنها عرج رسولنا إلى السماء بعد ان صلى إماما في القدس عاصمة الأنبياء، لكن عبور الجسر لم يعد كما كان قبل عودة السلطة مكبلة إلى رام الله.

الموقف لم يعد يحتمل، لا احد مستعد لقبول الآخر حتى في الشارع، شاب لم يعجبه تصرف سائق فأخرج مسدسه وأرداه قتيلا، محاميان لقيا حتفهما من وكيليهما لأنهما قالا له: قضيتك خسرت لصالح أخيك. زوجة تخلع زوجها بعد 20 عاما من المودة والرحمة.

فالموقف قابل للاشتعال ومع وجود قطبين نووين روح كل منهما على أرنبة انفه وكل منهم يملك اكثر من سبعة آلاف رأس نووي ود تودي اغنية لم تعجب الآخر الو حرب تؤويه،،،، أدرت المذياع عن تعليق حول الموقف القابل للاشتعال لاستمع إلى اغنية من كلمات محمد علي سندي وبصوت هادئ للفنان الراحل عوض دوخي والذي سبق عشرات الفنانين الذين غناها لرقة ما فيها
كيف السبيل إلى وصالك دلني
أنت الذي حلفتني وحلفت لي
وحلفت أنك لا تخون فخنتني
رحم الله عوض دوخي الذي غنى للحب ولم يقتنع احد انه كان يحب أو يعرف الحب.
الموقف العربي قابل للاشتعال في أي لحظة.. شاب شتم أمه فانهال عليه جاره ضربا بالسكاكين حتى قتله
الموقف هادئ تماماً وهو المكان الأكثر أماناً.. هو الحدود العربية الإسرائيلية حيث يوجد فقط حراس حدود لضبط المواقف القابلة للاشتعال ضد من يجب أن نوجه لهم اشتعالنا
نبضة أخيرة
أينما أخذتني الرياح تتجه بوصلتي إليك فأنت القطب الاكبر والأكثر جاذبية من جميع الأقطاب.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
16/11/2016
2696