استضافت وايل كورنيل للطب - قطر نخبة من خبراء عالميين بارزين في مجال فحص مجهر القرنية المتّحد البؤر (CCM)، حيث ناقشوا على مدى يومين آفاق استخدام هذا الفحص في البحوث الإكلينيكية. وهذا الفحص يعتمد تقنية تشخيصية يمكنها الكشف عن أبرز الأمراض التنكّسية العصبية من خلال فحص الأعصاب الصغيرة في العينين. واجتذب المؤتمر الذي انعقد بدعم من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، منحة رقم CWSP17-C-0902-19013، أسماء معروفة ومرموقة في تخصص فحص مجهر القرنية المتّحد البؤر يمثلون عدداً من الجامعات والمؤسسات البحثية والمستشفيات في قطر والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا وأستراليا وسنغافورة والصين وكندا والولايات المتحدة وغيرها، لاستكشاف تطبيقات هذا الفحص السريع للعينين في تشخيص مختلف الأمراض التنكسية العصبية وتقييم محصلتها العلاجية. وقال الدكتور رياز مالك أستاذ الطب والعميد المساعد للاستقصاءات الإكلينيكية في وايل كورنيل للطب - قطر وأحد رواد تطوير الفحص المذكور: «أبرز مزايا فحص مجهر القرنية المتّحد البؤر أنه فحص سريع وغير مؤلم وهو فحص موثوق في الكشف عن الاضطرابات التنكسية العصبية. لذا، نريد توفير هذا الفحص على نطاق أوسع وإدماج تقنية الذكاء الاصطناعي به بما يسهّل تشخيص الأمراض التنكسية العصبية المختلفة، واستخدام الفحص في البحوث متعددة المراكز للعلاجات الجديدة».ويمكن لفحص مجهر القرنية المتّحد البؤر أن يحدّد بدقة مقدار تلف الأعصاب وتجددها في العديد من الأمراض التنكسية العصبية المركزية مثل الشلل الرعاش، الخرف، التصلب المتعدد، التوحد، الفصام، وكذلك الاعتلالات العصبية الطرفية الناتجه عن السكري، الاعتلال العصبي الناجم عن فيروس نقص المناعة البشرية، والاعتلال العصبي الطرفي الناجم عن العلاج الكيميائي لمرضى السرطان. كما يمكن الاستعانة بفحص مجهر القرنية المتّحد البؤر لاستقصاء تلف الأعصاب في الاعتلال العصبي الناجم عن ترسّب بروتين الأميلويد (تلف الأعصاب الناجم عن تراكم بروتين rogue)، ورَنَح فريدريك (أحد الأمراض التنكسية الوراثية)، والاعتلال العصبي الليفي الصغير المجهول العلة (أحد الأمراض الوراثية المتسببة بألم شديد).ومن المتحدثين في المؤتمر من وايل كورنيل للطب - قطر الدكتور مالك، والدكتور يانس بتروبولوس الأستاذ المساعد للبحوث في الطب، والدكتور جورجيوس بونيراكيس الباحث الإكلينيكي ومشرف المختبر. ومن المتحدثين الآخرين في المؤتمر البروفسور أندرو بولتن رئيس الاتحاد الدولي لمرضى السكري وأستاذ الطب في جامعة مانشستر في المملكة المتحدة، البروفسور نايثان إفرون من جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا في بريزبن في أستراليا، البروفسور أشفق شعيب من جامعة ألبرتا في كندا، البروفسور جيوسيبي لوريا أستاذ طب الأعصاب في جامعة ميلان في إيطاليا، البروفسور روي فريمان مدير مركز اضطرابات الجهاز العصبي اللاإرادي واضطرابات الأعصاب الطرفية في كلية طب هارفرد في بوسطن.وناقش الخبراء المشاركون مجموعة واسعة من المواضيع، بدءا من تاريخ تطوير تقنية فحص مجهر القرنية المتّحد البؤر، ومروراً باستخدامات هذه التقنية في البحوث الإكلينيكية، ووصولاً إلى إمكانية استخدام هذا الفحص بالاقتران بالذكاء الاصطناعي، ومزايا هذه الفحص والتحديات الماثلة أمام استخدامه. ومن أبرز المسائل التي تطرقوا إليها، عدم توافر علاجات معتمدة من هيئة الغذاء والدواء الأميركية ووكالة الأدوية الأوروبية للأمراض التنكسية العصبية، وأشاروا إلى أن عدم وجود نقاط نهائية كافية يمثّل أحد الأسباب الرئيسية للإخفاقات المتعددة البحوث الإكلينيكية. وتمحور المؤتمر حول إمكانية استخدام فحص مجهر القرنية المتّحد البؤر ليكون بمثابة «نقطة نهائية بديلة» في البحوث الإكلينيكية للعلاجات الجديدة التي تستهدف الأمراض التنكسية العصبية، وهو ما قد يمكّن من الحصول على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية.عُقد المؤتمر بعنوان «فحص مجهر القرنية المتّحد البؤر: نقطة نهائية بديلة للتنكس العصبي في التجارب الإكلينيكية» واختتم أعماله باتفاق المشاركين على إصدار «بيان الدوحة للتوافُق على فحص مجهر القرنية المتّحد البؤر»، وهي وثيقة تحدد أهم التحديات الماثلة والفرص السانحة والإجراءات اللازمة لاعتماد الفحص على نطاق أوسع في تقييم الأمراض التنكسية العصبية في الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي الطرفي، وستُقدّم الوثيقة للنشر في الدورية الطبية المتخصصة Journal of the Peripheral Nervous System. كما توصّل المشاركون إلى اتفاق بشأن إنشاء اتحاد متعدد المراكز للتعاون على الدراسات التي تستخدم فحص مجهر القرنية المتّحد البؤر في استقصاء الأمراض العصبية التنكسية المركزية والطرفية. عُقد المؤتمر بدعم من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي ومن الشركتين العالميتين «بروكتر أند جامبل» و«هايدلبرغ إنجنيرنج».
الوطن
«وايل كورنيل» تستقطب خبراء عالميين
الدوحة- الوطن
Jun 06, 2022
شارك