bin.saeeda@hotmail.comلا أحد يعرفُ، ولا حتى سكان أوروبا أنفسهم، من الذي جعل قضية المثلية أهمّ قضايا الساسة الأوروبيين، وإعلامها، ونخبها الثقافية! هذا السّعيُ المحموم لإشاعة الأمر، هذه الاستماتة في الدفاع عنه، يوحي لأي زائرٍ لهذا الكوكب من خارجه، أن كل المشكلات قد تمّ حلّها، كأنَّ الحروب قد وضعتْ أوزارها، والفقر قد تم القضاء عليه، والتمييز العنصري صار ذكرى، والاحتباس الحراري صار شيئاً من الماضي، وثقب طبقة الأوزون قد تمت خياطته! ولكن لأن أي شيءٍ من هذا لم يحدث، فالحمدُ لله أن كوكب الأرض هو الكوكب الوحيد المأهول، وإلا لصرنا مسخرةً في أرجاء المجرَّة!
وضعت وزيرة الداخلية الألمانية «نانسي فيزر» شارة المثلية على زندها، المرأة المسؤولة عن تطبيق القانون ببلدها، تخرق قوانين بلدٍ آخر!
وعلى خطاها سارت وزيرة الخارجية البلجيكية «صوفي وليميس»، المرأة المسؤولة عن إبداء أعلى قدر من الدبلوماسية تخلت عن دبلوماسيتها!
وعلى ذات النغمة، دندنَ «ستوارت آندرو» وزير الرياضة الانجليزي.
ما نراه جنون، والله جنون، لا أجدُ مفردة أخرى تُعبّر عن هذا، حتى كلمة جنون لا تُعبّر، ولكن ما عسى يفعل المرء إذا ضاقتْ عليه مفرداته!
عموماً هما شيئان يدعوان إلى العجب: مدى جرأة الناس على الله، ومدى حلم الله على الناس!