ظل العمل الخليجي المشترك يمثل منارة سامقة في مسيرة الجهود السياسية والدبلوماسية والاقتصادية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فقد حقق العمل المشترك خليجيا انجازات بالغة الأهمية طيلة الفترة الماضية. وتتواصل هذه الانجازات بشكل مطرد عبر ما ظل العمل الخليجي المشترك يثمر عنه دوما، من اهتمام بالقضايا الكبيرة ذات الأولوية ومجابهة التحديات الراهنة.
من هذا المنطلق، فقد كان طبيعيا أن يؤكد الاجتماع الدوري لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي اختتم اعماله في المنامة، أمس، بمشاركة دولة قطر، التضامن الكامل مع السعودية في مجابهة الأعمال الإرهابية، خصوصا العمل الإرهابي الآثم لاستهداف مكة المكرمة.
بموازاة ذلك فقد كان لافتا أن تتضمن توصيات الاجتماع اعلان الرفض القاطع لإصدار الكونغرس الأميركي لتشريع أسماه «قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب» ويختصر بـ «جاستا»، وذلك نظرا لمخالفته الواضحة والصريحة للمبادئ الثابتة في القانون الدولي.
إننا نثمن مجددا هذه المواقف التضامنية الراسخة على مستوى دول «التعاون»، والتي تثبت دوما استمرار صرح مجلس التعاون الخليجي بمؤسساته المختلفة قويا وشامخا، يحقق باستمرار لدول المجلس وشعوبه الشقيقة أغلى التطلعات في كافة المجالات، بالتركيز على المواقف التضامنية الراسخة بين دوله الشقيقة، في اضطلاعها بالأدوار الكبيرة المناطة بها في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، والتفاعل مع كافة التحديات على الصعيدين الإقليمي والدولي.