+ A
A -

مرت الذكرى السنوية لحرب عام «1967»، التي استمرّت «6» أيام، وما زالت تداعياتها مستمرة، دون أن تلوح في الأفق أي إشارات تنبئ بأن السلام قادم.مثّلت القضية الفلسطينية عنصراً أساسياً في الصراع العربي - الإسرائيلي، الذي جسّدته هذه الحرب، إذ كانت الأراضي الفلسطينية التي لم تحتلّها إسرائيل عام «1948»، تخضع آنذاك لإدارتين عربيّتَين، الأولى مصرية مسؤولة عن قطاع غزة، والثانية أردنية مسؤولة عن الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وفي ذلك الوقت، كانت منظمة التحرير الفلسطينية، التي تأسست عام «1964»، تعمل من مخيمات اللجوء في دول الشتات، خاصة في سوريا ولبنان والأردن، وتقود عمليات فدائية ضد إسرائيل. تداعيات تلك الحرب العدوانية الإسرائيلية ما زالت حتى اليوم عبر تكريس إسرائيل احتلالها العسكري الاستيطاني الاستعماري والاحتلالي، والإمعان في تصعيد اعتداءاتها ضد الشعب الفلسطيني باستهداف وجوده على أرضه وحقوقه ومُقدّساته ومواصلة عمليات التهجير القسري المنهجي، وابتلاع المزيد من الأراضي وبناء المستوطنات وعزل المُدُن والقُرى، وتنفيذ جرائم قتل يومية ومُتعمّدة. ذكرى النكسة هذا العام تتزامن مع تصعيد إسرائيلي خطير تمثّل في قيام جيش الاحتلال بتكثيف عدوانه وإرهابه في مدينة القدس، وتمكين المستوطنين من تنفيذ اعتداءاتهم واقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى المُبارك، وتدنيس المُقدسات الإسلامية والمسيحية بالعدوان المُمنهج على المسجد الإبراهيمي وكنيسة القيامة، وتشجيع المستوطنين على إقامة صلوات تلمودية في المسجد الأقصى، ومحاولة تغيير الوضع القائم فيه الذي يقصر حق الصلاة للمسلمين فقط، في إطار مُخططات لطمس الرواية الحقيقية الأصلية للصراع وإسكات صوت الحق والحقيقة باستهداف الإعلاميين، كما حدث بجريمة اغتيال الإعلامية شيرين أبو عاقلة، والإعلامية غفران وراسنة، بجرائم إعدام ميداني متعمّدة، دون اعتبار لمعايير احترام حقوق الإنسان والصحفيين التي تكفلها المواثيق والقرارات الدولية، ما يفرض على المجتمع الدولي التدخل عاجلا، من أجل وقف هذه الاعتداءات والدفع باتجاه حل عادل ودائم لهذا الصراع المرير.

copy short url   نسخ
07/06/2022
5