تجربة المطبخ القطري والأكلات الشعبية الخليجية فرصة لا تعوض بالنسبة لزوار قطر والمشجعين من جميع أنحاء العالم الذين جاؤوا للاستمتاع بأجواء المونديال، والتعرف عن قرب على ثقافة عربية وإسلامية مكتملة الأركان.
ومن أبرز مكونات الثقافة العربية التي سرعان ما انعكست على الزوار كان الزي القطري وعناصره المشتركة مع دول الخليج العربي مثل الغترة والعقال، ومع اختلاف تصاميم الثياب الرجالية إلا أن الهوية الخليجية موحدة ومجسدة في كل الصور، ولا يفوت الزائر الأجنبي فرصة إلا وتذوق الأكلات الشعبية في مطابخ قطر، التي باتت من مقاصد الزوار الأساسية، ومحطة هامة من محطات التعرف على ثقافة الشعب القطري ونوعية الطعام المفضل لديه والمتوارث عبر الأجيال.
في جولة لـ «الوطن » على المطابخ الشعبية رصدنا استعداداتها المبكرة لاستضافة زوار قطر من جميع أنحاء العالم، حيث تزينت المطاعم بأعلام الدول المشاركة في المونديال، وجهزت جميع احتياجاتها من المواد الغذائية لتلبية الطلب المرتفع بصورة مستمرة خلال أوقات العمل، كما قامت بعض المطاعم بتقديم العروض الترويجية على وجباتها خلال فترة المونديال عبر منصات الطلبات الخارجية، إضافة لافتتاح العديد من المطاعم من مطابخ وأذاوق مختلفة عربية وأجنبية خلال الفترة الماضية، حيث تتواجد جميع أصناف الطعام في الشوارع التجارية في الدوحة وخارجها.
تنوع ثري
وقد جمع المطبخ القطري على مر تاريخه مكونات مختلفة ومذاقات عديدة ووجبات صحية لموائد الإفطار والغداء والعشاء، ويرتبط ارتباطا وثيقاً من حيث طريقة التحضير والتقديم بباقي المطابخ الخليجية نظراً للعوامل الثقافية المشتركة والروابط الممتدة بينها، فتجد التشابه والتقارب بين المائدة القطرية والخليجية في معظم الأحيان، إلا أن للمائدة القطرية مميزات خاصة تجعلها مناسبة للأذواق العالمية، إذ تمتاز بمذاقها الشهي والصحي والتكامل بين العناصر الغذائية، لاسيما جودة المكونات، حيث توجد العديد من المزارع في قطر التي توفر الخضروات الطازجة والصحية، علاوة على الأسواق الشعبية التي تجلب التوابل من بلدانها طازجة بصورة مستمرة، كما توجد اللحوم ومنتجات الألبان من المصانع القطرية التي تتبع أعلى معدلات الجودة العالمية في التصنيع.
إقبال كثيف
وقبل البدء الفعلي لدور المجموعات في بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 استعدت المطاعم الشعبية في قطر على أكمل وجه، وأكدوا أن الأجواء المونديالية أثرت بزيادة كبيرة على نسبة الاستهلاك للوجبات اليومية التي تقدمها تلك المطاعم.
يقول محمد من إحدى مطاعم شارع المطار التجاري لـ«الوطن » إن المطعم يقوم يومياً بإعداد نحو 25 خروفا، كما يتم طهي نحو 60 كج من الأرز يومياً، وذلك لتلبية الطلبات داخل المطعم وخدمات التوصيل إلى المنازل.
وفي سياق متصل، أكد صاحب مطبخ شعبي بمنطقة المطار أن الطلبات المنزلية زادت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، مرجعاً ذلك إلى كثرة الولائم والعزائم التي تعدها العائلات، خاصة مع تحسن الطقس وزيادة ارتياد الشواطئ، مشيراً إلى أن مجالس المواطنين القطريين تستقبل الكثير من زوار كأس العالم، وهذا يدفع المطابخ الشعبية للاستعداد المستمر وتوفير كل الوجبات اللازمة لتوصيلها طازجة إلى المجالس.
الإفطار
أما وجبات الإفطار فتعتبر من أشهر الوجبات التي تجذب الزوار، حيث تتوفر بصفة مستمرة في الأسواق الشعبية والمجمعات التجارية، وأشهرها الكرك والشباتي والبلاليط والشكشوكة والجبن، وتتميز مائدة الإفطار في قطر بتواجدها وتوفرها المستمر على مدار اليوم، كما نالت إعجاب الأذواق لدى الزوار من جميع أنحاء العالم، وانتشرت العديد من المقاطع لزوار كانوا قد تناولوها خلال زيارتهم إلى قطر أثناء المونديال.