أشاد نجم الكرة الهولندية السابق، وسفير برنامج إرث قطر، رونالد دي بور، بتنظيم بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، والتي تنتهي في الثامن عشر من شهر ديسمبر الجاري، حيث شدد على أن بطولة كأس العالم في نسختها الحالية مميزة من الناحية التنظيمية، والشعب القطري والمنظمون للبطولة ودودون للغاية، وهو ما يساهم في زيادة نسبة النجاح يوما عن الآخر.
وأضاف دي بور أن تنظيم قطر لكأس العالم غاية في الدقة، وهنا كل شيء مدروس من كافة النواحي، وتم العمل على تفادي كافة الأزمات والمشاكل، والدليل أنه لم يظهر أي خطأ تنظيمي حتى الآن، الأصدقاء هنا في قطر لا يتفارقون، ويستطيعون الوصول سويا إلى الاستادات أو أماكن الفعاليات، لأن المواصلات متوفرة لكل الناس وهذا عمل عظيم، كل شيء متاح ولا توجد أي أزمات تحدث عنها أحد.
وعاد سفير برنامج إرث قطر ليقول: «هنا في قطر نقطة مهمة جدا لفتت انتباهي، عندما قابلت مجموعة كبيرة من الناس تتحدث عن فكرة حضور أكثر من مباراة في يوم واحد، وهذه هي أول نسخة توجد بها تلك الميزة، البعض يحضر مباراتين بل وثلاثا في يوم واحد، وهذه ميزة في غاية الأهمية بالنسبة للمشجعين، اللعب في مساحة ضيقة منحت الجميع فرصة تقارب واندماج الثقافات مع بعضها البعض، ففي مكان واحد قد تشاهد المكسيكي يجلس بجوار العربي ومعهما الأوروبي، وكذلك الإفريقي، الجميع يتحدث مع بعضه البعض في مشهد اندماج للثقافات لا يتكرر كثيرا في كأس العالم، ولا بد من دعم تلك الفكرة».
وشدد على أن قطر تشهد كرنفالاً حقيقياً وأجواءً مدهشة مع المشجعين من مختلف دول العالم، الذين يحتفلون في أبرز معالم المدينة، وينتقلون بسهولة من مكان إلى آخر، مشيرا إلى أنه شاهد الجماهير من جميع الجنسيات يحتفلون معاً وينشرون البهجة من حولهم، والحضور الجماهيري في الاستادات المونديالية يفوق الوصف، مع أجواء الود والترحاب التي لمسها من الجميع.
وأشار إلى أن فكرة اندماج الثقافات في مونديال قطر، انعكست على الجماهير في المدرجات خلال المباريات، أجواء التشجيع مثالية، ويوجد التزام تام وليس هناك خروج على النص من الجماهير المتواجدة في المدرجات، لأن الكل يحترم ثقافة الآخر، فنجد مشجعا إفريقيا يجلس بجوار آخر كوري، ومشجعا عربيا في مدرج واحد مع مشجع برازيلي، كل هذه المظاهر الجميلة والرائعة، انعكست على أداء اللاعبين في الملعب وشخصيتهم في التعامل مع المنافسين.
وانتقل دي بور للحديث عن الملاعب التي تقام عليها البطولة وقال: «الملاعب هنا عظيمة جدا ورائعة، الاستادات الثمانية بها مواصفات عالمية، والجميل أن كل ملعب له تصميم وشكل مختلف عن الباقي، أعجبني جدا ملعب الثمامة والبيت و974، وكذلك ملعب لوسيل فهو رائع جدا ويتسع لـ 89 ألف متفرج، التجربة كلها في قطر رائعة، وهناك أشياء عظيمة ومميزة يتم تقديمها في طريقة دخول الجماهير وخروجها من الاستادات، ولا يوجد أي تزاحم على الاستادات، وتتم عملية الدخول في سهولة وسلاسة ويسر».
وعن تجربة لعب كأس العالم في الشتاء قال سفير برنامج إرث قطر: «كنت دائما أقول إنه لا يمكن الحكم على التجربة قبل معاينتها على أرض الواقع، قبل الحكم على أيهما أفضل لكأس العالم إقامته في الصيف أو في الشتاء، كان يجب خوض التجربة نفسها، وهل هذا مفيد لكرة القدم أم لا، وكان علينا مشاهدة تلك التجربة بأعيننا قبل الحكم على أفضيلة الصيف أو الشتاء، وحتى الآن لا يمكن الحكم على التجربة بشكل كامل لأنه توجد مباريات كثيرة ستقام في وقت لاحق، وبعد نهاية كأس العالم سيمكننا الحكم على التجربة كلها بعد أن نشاهد كافة السلبيات والإيجابيات، وسنجيب عن بعض الأسئلة منها هل الجمهور أحب ذلك أم لا، هل اللاعبون أنفسهم شعروا بالإرهاق أو تضرروا أم لا، هل كانوا في حالة بدنية أفضل من إقامة المونديال شتاءً، وأنا بالنسبة لي البطولة عظيمة وبها أداء رائع».
وزاد نجم الكرة الهولندية السابق: «كأس العالم قطر 2022، بطولة قوية جدا من حيث المستويات الفنية للمنتخبات، اللاعبون في أفضل مستوياتهم والجميع مستمتع بالمباريات وكذلك الأجواء المونديالية في الشوارع وأماكن الفعاليات، الجمهور فائز في تلك البطولة بالاستمتاع، ونلمس ذلك بشكل قوي في أماكن تجمع الجماهير، فالمونديال الحالي بطولة فيها كرة قدم جميلة ورائعة».
وانتقل للحديث عن الجوانب الفنية في البطولة وقال: «شاهدنا الكثير من المباريات المميزة في كأس العالم حتى الآن، كل المباريات تقريبا مميزة وشيقة، طبيعة المنافسة في حد ذاتها رائعة، تابعنا جميعا جنون الجولة الأخيرة من دور المجموعات، والنتائج التي تحققت فيها، والمنتخبات التي ودعت البطولة مبكرا في مفاجآت كبيرة، أنا أعتقد أن الجماهير في كل مكان سعداء ومستمتعون بالبطولة وكافة أحداثها وتفاصيلها».
وانتقل للحديث عن الظهور العربي في البطولة وقال: «هناك منتخبات ظهرت بشكل جيد في البطولة، وعلى رأسهم المنتخب المغربي، أنا معجب جدا بما قدموه والمستوى الذي ظهروا به رائع جدا، لم يتوقع الكثير أن تتأهل المغرب في مجموعة تضم كرواتيا وبلجيكا، ولكنها فعلتها في النهاية، بل وتصدرت المجموعة وصعدت في المركز الأول على حساب كرواتيا ووداع بلجيكا، هو منتخب يلعب بتوازن كامل بين الدفاع والهجوم، وقدموا مباريات جيدة في المونديال بدءا من التعادل مع كرواتيا مرورا بالفوز على بلجيكا وكندا، لقد حققوا مفاجأة كبيرة بتأهل غير متوقع إلى دور الستة عشر».
واستطرد قائلا: «المنتخب التونسي أيضا قدم مستوى جيدا في البطولة، خاصة في المباراة الأخيرة بدور المجموعات نجحوا في الفوز على فرنسا أبطال العالم، ولكنهم لم يتأهلوا في النهاية، أيضا المنتخب السعودي قدم مباريات جيدة، وفوزه على منتخب الأرجنتين يعتبر إنجازا كبيرا للكرة العربية، أعتقد أن الناس سوف تتذكر كثيرا فوز السعوديين على التانجو ولكنهم لم يستكملوا البطولة بنفس المستوى الذي بدأوا به، ولكن مجرد الفوز على الأرجنتين يعتبر إنجازا كبيرا».