يختلف الأزواج المتخاصمون أمام القضاء، فتجد زوجا يريد أن يحرم زوجته حتى من أبسط حقوقها «رؤية أولادها».. وزوجة تطالب بالمطبخ، الذي شحنته من بلدها إلى شقة الزوجية.. ورجلا يرفض حضانة طليقته لولده الأكبر.. فتتحداه فكان نصيبها عشر طلقات في رأسها وصدرها وأمام الناس، على درجات المحاكم.. ورجلا يرفض منح زوجته مؤخر الصداق ونفقة الأولاد وإيجار السكن بل طردها من بيت الزوجية إلى الشارع مع أولادهما وأخذ جوازات سفرهم وغادر البلد.. لتبدأ مرحلة من التقاضي.. تأجيل حكم النفقة، تأجيل حكم الطلاق، تأجيل تنفيذ حكم.. حتى يتم إعلان الزوج الهارب من البلاد.

وفي المقابل هناك أزواج اختلفوا.. واتفقوا على إنهاء الخلاف وديا.. فترك لها أولادها بيت الزوجية وجدد عقد البيت من أجل أولاده وسلمها مؤخر الصداق والعدة والمتعة فبات صديقا للأسرة حتى بعد أن تزوجت طليقته..

بحثت في أسباب الطلاق فوجدت أن سببها هو وسائل التواصل من «تك توك.. إلى ماسنجر.. وأحاديث الجوى في الليالي الباردة بين الزوجين.. زوجة تعلقت بمن عبد لها البحر، وزوج تعلق بمن أخذته إلى السماء، وآخر بدأ يقارن بين زوجته وعارضات التوك توك، وهناك من ابتعد عن دينه فلا يضع الأمر الإلهي أمام عينه ويعتبر...

{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى}.

وهناك من سمح لهن أزواجهن بالعمل ولقلة دين ونقص في علم الأسر بدأت تتمرد، فكان الطلاق أبغض الحلال..

الأسرة العربية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب باتت تعاني، وسجلات المحاكم ازدحمت بحالات الطلاق.. والخلافات الزوجية.. مع أنه لدى كل دولة إحصاءات دقيقة عن الدوافع والأسباب.. فهل نبحث عن العلاج..؟!

أظنه سهلا جدا.. العودة للكتاب والسنة.. ففيهما الخلاص من شر أبغض الحلال.

سمير البرغوثي كاتب فلسطيني