يوما بعد يوم يتزايد شغف وإقبال جماهير المونديال من خارج المنطقة العربية بالأزياء التقليدية القطرية، وبتناول الأكلات الشعبية، والتمور والقهوة العربية، ولهذا حرصت المتاجر على تلبية طلباتهم فطرحت كميات كبيرة من هذه الأزياء، فعند متابعة المشهد في المدرجات وفي شوارع المدن القطرية لا تخطئ العين المشجعين الأجانب وهم يرتادون الغترة والعقال، ولم يخل الأمر من النوادر والفكاهات، حيث أضفى هؤلاء المشجعون لمسات من عاداتهم في اللبس، فأعطت مناظر غير مألوفة، فعلى سبيل المثال تجد شبانا منهم يرتدون الغترة والعقال على رؤوسهم، بينما يرتدون القمصان والفانيلات النصف كم والشورتات القصيرة حتى الركبة، وليس هذا فحسب، بل إن بعض المشجعين ارتدوا الزي العربي كاملا الثوب والغترة والعقال من نفس علم بلادهم أو أزياء منتخباتهم، على سبيل المثال ارتدى بعض مشجعي منتخب الأرجنتين ثوبا من القماش بها خطوط زرقاء طولية بنفس تصميم فانيلات المنتخب، ونفس الشيء لجأ مشجعو منتخب كرواتيا، فبعضهم لبس الثوب من قماش به مربعات حمراء ليعطي تصميم زي منتخب كرواتيا، وتبدو على الجميع السعادة بهذه التجربة الجديدة، إذ يلتقطون الصور التذكارية بها، كما يلوحون بأيديهم عندما تمر الكاميرات عليهم وهم في المدرجات، وتجد آخرين قد زينوا الغترة بأعلام بلادهم، ومنهم من اختار الغترة كلها باللون الأحمر أو الأصفر حسب ألوان ملابس المنتخبات، ويتجولون في الشوارع والأسواق مثل سوق واقف، كما يستعرضون بها في الساحات المختلفة المخصصة للمشجعين ويستقلون بها وسائل النقل المختلفة كمترو الدوحة والترام والحافلات، وأصبح المنظر المألوف الآن في مناطق تجمع المشجعين، مثل حديقة البدع وكتارا ومحطات المترو سوق واقف والكورنيش ومحيط الاستادات، رؤية الجماهير الزائرة بالغترة والعقال، والطريف أنهم يطلبون من المواطنين القطريين ومن أفراد الأمن المساعدة في تثبيت الغترة والعقال على الرأس بالشكل الصحيح، لكن الأكثر طرافة أن بعضهم لم يستطع التمييز بين لبس النساء ولبس الرجال، فنجد من بين الرجال من ارتدى عباءة نسائية، ومن بين الفتيات من لبست الغترة والعقال، وهـذه المـواقـف من الأمور المعتادة دائما في بطولات كأس العالم لكرة القدم، أن يحرص المشجعون الوافدون من كافة الأنحاء للدولة المضيفة على خوض تجارب الملابس التقليدية لشعبها.
لذلك لم يكتف المشجعون الوافدون من خارج المنطقة العربية بارتداء الأزياء التقليدية القطرية فحسب، بل حرصوا على تناول الأكلات الشعبية، فتزاحموا على مطاعم سوق واقف وغيره من الأسواق لتناول الهريس واللقيمات والبلاليط والخنفروش وخبز الرقاق، ويسألون المواطنين عن مكونات هذه الأكلات، كما أعجبوا بالتوابل التي تضاف إلى بعض الأكلات كالمكبوس، وحرصوا تناول التمور والقهوة العربية، وأصبح مألوفا في الشوارع والساحات رؤية الفتيات القطريات يوزعن التمور والقهوة على الأجانب تعبيرا عن الكرم العربي الأصيل، الأمر الذي ساهم بقوة في تغيير صورة العربي النمطية السيئة التي غرسها الإعلام الغربي في أذهان شعوبه.