في خريف عام 2007، استطلع يورما أوليلا، كبير الإداريين التنفيذيين السابق بشركة نوكيا، آراء «12» من كبار الموظفين التنفيذيين داخل الشركة بشأن الخطورة التي سيمثلها هاتف آيفون الجديد الذي ستنتجه شركة آبل.
وبحسب ما أورده أوليلا في مذكراته أجاب اثنان منهم بـ «لا»، في حين جاء رأي الآخرين على النقيض من ذلك تماماً، إذ توقع الـ «10» الآخرون أن هواتف آيفون ستكون منافساً قوياً لنوكيا وبالتالي لا يجب التقليل من قدرها.
كانت نوكيا من أولى الشركات التي أنتجت الهواتف الذكية وذلك عندما طرحت هاتفها الذكي الرائد Nokia Communicator
في الأسواق عام 1996
ولكن عندما أعلنت آبل نيتها صنع نظام تشغيل خاص بهواتفها الذكية، وتبعها بعد ذلك غوغل ومايكروسوفت والشركات الكورية، لم تستطع نوكيا مجاراة الأمر.
وفي هذا الصدد، كتب أوليلا في مذكراته «لقد كنا على دراية تامة بالمشكلة، ولكننا لم نتقبل ما كان يحدث حينها، إذ كنا بصدد تنفيذ العديد من المشاريع العملاقة. ففي الوقت الذي انصب فيه جُل اهتمامنا على دراسة التوقعات الخاصة بالمبيعات خلال الربع التالي فقط، كان يجب علينا التركيز بشكل أكبر على المستقبل».
قصر النظر هذا أدى إلى انهيار أسهم شركة نوكيا وصولاً لبيعها حصتها في مجال الهواتف المحمولة في نهاية المطاف لشركة مايكروسوفت، التي أقدمت على تصفية جزء كبير منها.
الشركات الكورية استطاعت أن تعي بسرعة أهمية ما تفعله شركة آبل، فاستنسخت تجربتها بسرعة كبيرة، حتى أنها استنسخت طريقة تعليب أجهزة آيفون، وتمكنت من منافستها بشراسة في نهاية الأمر، بعد أن أضافت «لمساتها ومبتكراتها». أوليلا لم يكن إداريا ناجحا، وهو يعترف بأن تركيزه كان منصبا على دراسة التوقعات الخاصة بالمبيعات خلال الربع التالي فقط، بينما هواتف آيفون صارت حديث العالم بأسره، ولو أنه أمعن النظر قليلا، ربما كانت نوكيا مازالت تتربع اليوم على سوق الهواتف، كما فعلت لسنوات طويلة.
كان خطأ قاتلا لشخص لم ير أبعد من أنفه.
بقلم:حسان يونس
وبحسب ما أورده أوليلا في مذكراته أجاب اثنان منهم بـ «لا»، في حين جاء رأي الآخرين على النقيض من ذلك تماماً، إذ توقع الـ «10» الآخرون أن هواتف آيفون ستكون منافساً قوياً لنوكيا وبالتالي لا يجب التقليل من قدرها.
كانت نوكيا من أولى الشركات التي أنتجت الهواتف الذكية وذلك عندما طرحت هاتفها الذكي الرائد Nokia Communicator
في الأسواق عام 1996
ولكن عندما أعلنت آبل نيتها صنع نظام تشغيل خاص بهواتفها الذكية، وتبعها بعد ذلك غوغل ومايكروسوفت والشركات الكورية، لم تستطع نوكيا مجاراة الأمر.
وفي هذا الصدد، كتب أوليلا في مذكراته «لقد كنا على دراية تامة بالمشكلة، ولكننا لم نتقبل ما كان يحدث حينها، إذ كنا بصدد تنفيذ العديد من المشاريع العملاقة. ففي الوقت الذي انصب فيه جُل اهتمامنا على دراسة التوقعات الخاصة بالمبيعات خلال الربع التالي فقط، كان يجب علينا التركيز بشكل أكبر على المستقبل».
قصر النظر هذا أدى إلى انهيار أسهم شركة نوكيا وصولاً لبيعها حصتها في مجال الهواتف المحمولة في نهاية المطاف لشركة مايكروسوفت، التي أقدمت على تصفية جزء كبير منها.
الشركات الكورية استطاعت أن تعي بسرعة أهمية ما تفعله شركة آبل، فاستنسخت تجربتها بسرعة كبيرة، حتى أنها استنسخت طريقة تعليب أجهزة آيفون، وتمكنت من منافستها بشراسة في نهاية الأمر، بعد أن أضافت «لمساتها ومبتكراتها». أوليلا لم يكن إداريا ناجحا، وهو يعترف بأن تركيزه كان منصبا على دراسة التوقعات الخاصة بالمبيعات خلال الربع التالي فقط، بينما هواتف آيفون صارت حديث العالم بأسره، ولو أنه أمعن النظر قليلا، ربما كانت نوكيا مازالت تتربع اليوم على سوق الهواتف، كما فعلت لسنوات طويلة.
كان خطأ قاتلا لشخص لم ير أبعد من أنفه.
بقلم:حسان يونس