[email protected]تقول الوثائق الرسمية إنّ اسمه هو «إديسون أرانتيس دو ناسيمنتو»! أما ملاعب كرة القدم فتقول إن اسمه «بيليه»! الجوهرة السوداء كما يُلقَّب، وأفضل لاعبٍ في تاريخ اللعبة كما يزعمون!
كان في الثامنة من عمره حين استضافت البرازيل بطولة كأس العالم، لم يكن شغوفاً باللعبة أبداً، وحتى أنه لم يشاهد المباراة النهائية التي جمعت بين البرازيل والأورغواي! وعندما عاد إلى المنزل وجد أباه يبكي بمرارة، فعلمَ أن الأورغواي فازت باللقب! اقتربَ من أبيه ببراءة الأطفال ومسح دموعه، وقال له بعهد الرجال: سأجلبُ لكَ هذه الكأس يوماً ما!
لم يفِ «بيليه» بوعده مرَّةً واحدة، وإنما ثلاث مرات! فاز بكأس العالم أعوام 1958، 1962، 1970! وهو الوحيد في التاريخ الذي يحمل هذا الإنجاز، وعلى ما يبدو أنه سيبقى وحده!
كان «بيليه» يحلمُ أن يصبح طياراً، ولكن دمعة والده جعلته الأسطورة التي نعلمها! ثمة لحظات فارقة في حياة الناس لا تعود الحياة بعدها كما قبلها! وليس أقوى من الحزن، وانكسار القلب، على هذا التحول!
راسلني مرةً أحد القراء يقولُ شيئاً جميلاً بلغةٍ عاميةٍ، أعيدُ صياغته أنا بلغةٍ فصيحةٍ - على ما أظنُّ -:
بكيتُ يوماً فضمتني حبيبتي، ثم ذهبتْ بعد ذلك لتفعل ذاك الأمر الذي أبكاني! فعرفتُ وقتها أن الإنسان لا يهونُ على الآخرين إلا عندما يهون على نفسه أولاً، فقررتُ أن لا أهون بعدها، وأن أكون وحيداً بكرامتي أفضل من أن أكون معها مثيراً للشفقة!
كانت تلك الدمعة التي ذرفتُها أول خطوة لها خارج قلبي، والآن بعد أن تعافيتُ، وجدتُ أن القوة في التخلي لا في الإمساك! فأقسمتُ أن أعيش حياتي من اليوم فصاعداً دون أن أهون على نفسي، أما هي فما زلتُ أحبها ولكن لو لم يبق غيرها على وجه الأرض فلا أريدها!
أما أنا فأقول:
لحظات الفرح كالمقاهي، مكان جميل، إجازة من ضوضاء الدنيا ومسؤولياتها، ولكنه لا يُعلِّم شيئاً! أما لحظات الحزن وانكسار القلب كالمدارس، مكان غثيث، يأخذك من الدنيا ويصلبكَ على مقعد! ولكنه المكان الأمثل للتعلم! فإياكم أن تسمحوا أن تُكسر قلوبكم مرتين!