+ A
A -
بعض عناوين الكتب التي تعرض في معارض الكتب يقال عنها «بياعة» لأنها تحتوي على إيحاءات تأخذك إلى الخيال العلمي والنفسي والسياسي والجنسي وهذا الأخير هو أفيون الباحثين عن كتب تشبع لديهم رغبات مكبوتة أو مطحونة في مجتمعات شرقية عانت الحرمان في ظل قانون العيب والخوف من نهاية تلقي بك في نار جهنم. أما لماذا يبحث البعض عن هذه الكتب لكتاب أو لكاتبات وهن الاكثر جرأة في الطرح هل هو حقا جمال ما يكتبن أو يكتبون، أم اننا بحاجة لهذه الثقافة التي تأتي بالفطرة وتمارسها الطيور والحيوانات الاليفة والمفترسة، لا احد ينكر الابداع في الاسلوب والطرح الذي يجذب المتلقي ويلهب مشاعره ان كان في سن المراهقة.
في طفولتنا كان بعض الطلبة يهربون روايات غادة السمان ومع أنها تعتبر راقية في لغتها وطرحها قياسا لما تطرحه بعض الكاتبات اليوم سواء سلوى النعيمي السورية الفرنسية أم فضيلة الفاروق الجزائرية، الا ان مدير المدرسة قرر فصل الطلبة الذين تداولوا رواية لغادة السمان.. طبعا لا اريد أن اذكر اسماء حتى لا يعتبر ترويجا لها.. يومها اعلنا الاضراب والاحتجاج حتى تمت اعادة الطلبة المفصولين..
احد الذين قادوا الاحتجاج حين شاهد ابنه يقرأ رواية للكاتبة السورية سلوى.. قرر طرد ابنه من البيت..!! هذا المنع أدى بالابن أن يشترى كل الروايات المشابهة في المكاتب المفتوحة.. وذلك قبل الانفتاح الاعلامي وغوغل والسوشل ميديا التي جاءت بكل ممنوع.
وفيما تحقق روايات النعيمي والفاروق ومن يسير على نهجهما اعلى مبيعات للكتب في العالم العربي تجد بعض الكتب السياسية والاجتماعية لا تجد من يمد يده إليها من جيل نريد منه أن يقرأ ليعرف ما يدور حوله والمؤامرة الكبرى التي تحاك ضده.
التقيت مؤلفة مؤرخة وضعت كتبا سياسية ارى انها من الكتب التي يجب أن تقرأ لانها تكشف مؤامرات الدول الغربية على تسليم فلسطين لليهود وتفضح المشروع الصهيوني الذي اراد التخلص من اليهود في اوروبا ليأتي بهم إلى العالم الإسلامي ليكون هم سبب دمار هذا الوطن العربي.. وأصدق ما يؤكد هذا الحال ما قاله السلطان عبد الحميد على احتجاج اليهود بعدم السماح لهم بالذهاب إلى فلسطين حين قال «الأوجب أن يحتجوا على الدول الأوروبية المتمدنة التي طردتهم من أوطانهم التي ولدوا وعاشوا فيها».
هذه الكتب نحتاج أن يقرأها ابناؤنا وان تفتح لها دور النشر والمكتبات.. وأن نغرس في عقول ابنائنا اننا فعلا في خطر وان نجونا أو ينجوا فلن تنجو الاجيال المقبلة.. وقد تدفن في مدافن حلب التي بشر بها مسؤول سوري كان يدفن في حلب مخلفات النووية لدولة اوروبية ونظريته اننا لن نعيش إلى ذلك اليوم الذي سيظهر فيه تأثير الغازات على الإنسان..
لنقرأ.. فالقراءة منجاة.. وشكرا لمعرض الدوحة للكتاب الذي ارسل لي الفكرة.. لكتاب توقف الناس أمامه عنوانه: الحب من أول....
نبضة اخيرة
اقف على حدودك ابادلك التحية، وحين تردينها اعرف انك لا زلت تقفين على حدودي..

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
02/12/2016
918