+ A
A -
المراقب للقمم الخليجية منذ القمة الأولى التي عقدت في ابو ظبي بتاريخ 26 مايو 1981 وحتى القمة التي سوف تستضيفها المنامة يوم غد.. يلحظ ما تحقق من تطور في العديد من المجالات بين دول المجلس وما تم من تنسيق في مختلف القضايا وقد يصعب تعداد ما تم تحقيقه وإنجازه سواء من حيث التعاضد والتكاتف في مواجهة الأزمات ومنها أزمة الكويت عام 1990 وتأكيدها على وحدة كيان المجلس والسوق المشتركة والتنقل بالبطاقة وفتح الحدود بين أبناء الوطن الواحد حتى بات القطري يشعر انه ابن كل دولة من دول المجلس فله حق التنقل والتملك والاستثمار. كانت القمم الخليجية تعقد في أجواء من الاستقرار السياسي والنفسي في ظل المظلة الدولية الحامية من الغطرسة المتوقعة من دول شقيقة أو صديقة.. لكن قمة 2016 تعقد في ظروف مختلف تماما وامامها ثلاث ملفات ساخنة لا يمكن انجازها والمرور إلى الاستقرار والامام الا بمواجهتها بحزم.. فالملف الاول هو (ملف الحوثيين في اليمن) وسيطرتهم على العاصمة صنعاء في ظل تأييد دولي مخف ففي الوقت الذي يتم الاعلان فيه عن مساندة عدن لتوحيد اليمن يتم الايعاز للحوثيين لتشكيل حكومة مستقلة عن الحكومة الشرعية التي تدعمها دول المجلس.. والملف الثاني ملف العراق والإرهاب وسوريا.. وهي دول جارة تقلق الخليج بما فيها من تطرف مدعوم من تحت الطاولة لاستخدامه ورقة في تهديد الخليج والدول التي تحاول الخروج عن الطاعة... والملف الرابع «ترامب» الرئيس الأميركي الجديد الذي سبقته تصريحاته التي تحمل التهديد والمطالبة بحقوق تم دفع تكاليفها في حينه. ملفات ساخنة ومقلقة ومؤلمة تحتاج إلى وحدة خليجية في القرار والرأي والتعاضد ليكون الجميع يدا واحدة وكجبل الجرانيت الذي يصعب اختراقه.. وبدون ذلك سيسهل على المتربصين بالخليج اصتياد دول المجلس دولة دولة ليكون ما لا يحمد عقباه.. يتطلع الخليجيون أولا والعرب ثانيا أن يكون هذا الكيان الذي تأسس قبل 35 عاما هو النواة لكيان عربي من الخليج إلى المحيط يقف في وجه الطغيان.. نتطلع وتتطلع شعوب الأمة إلى قرار واحد لا يخرج عنه احد من ابناء التعاون حتى لا تجرؤ دولة مهما عزم شأنها أن تقف في وجهه أو تعمل على تقويض مقدراته وما وهبه الله من نعم على رأسها الأمن والأمان.. ولا يسعنا إلا أن نضرع إلى الله ان يحفظ خليج العرب ليبقى هو طريقنا إلى السلم والسلام.
نبضة أخيرة
احتضن أمسك في الجفون واترك لك الغد لتكون ما تريد أن تكون!

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
05/12/2016
832