إلجأ إلى حنجرة عبد الباسط صندوق ذاكرتي في سني الطفولة حين أعيش حالة قلق تكاد ترسلني إلى المستشفى..

قال لي إن حنجرة أم كلثوم هي صندوق ذاكرتي في سني الشباب وحنجرة سديس في سني النضج والكهولة
قلت له: لقد فزت

ابتسم الصهيوني حين رأى على الجسر شيخا فلسطينيا يعبر النهر عائدا بلم شمل.. وقال سيموت، وأحفاده سينسون.. ووجدت نفسي أردد رائعة من روائع شاعر عاش ومات وهو يتمنى أن يعود.. معين بسيسو الذي ابتلعته الغربة فمات في القاهرة ولكنه لم يمت:
نعم لنْ نموتَ، نعم سوف نحيا
ولو أكلَ القيدُ من عظمِنا
ولو مزقتنا سياطُ الطغاة
ولو أشعلوا النارَ في جسمِنا
نعم لنْ نموتَ، ولكننا
سنقتلعُ الموتَ من أرضنا

كانوا يرددون وهم يقطعون النهر في لحظة الغسق لتنفيذ عمل ضد القوات الصهيونية..
أنا إن سقطت فخذ مكاني يا رفيقي في الكفاح
واقرع طبولك يستجب لك كل شعبك للقتال
أما اليوم فهم يرددون مع محمد عساف
علي الكوفية علي ولولح فيها
وغني عتابا وميجانا وسامر فيها
وهز الكتف بحنية
جفرا عتابا ودحيا
طبعا أنا أحيي الشاب محمد عساف ووصوله إلى النجومية العربية بل والعالمية كالصاروخ بفضل دعم مؤسسة الرئاسة والقناة صاحبة اراب ايدول.. ولكن لا زال الوطن محتلا ومحاصرا ولا زال في المخيمات لاجئون يأملون بتحرير الوطن والعودة اليه.. فهل نعيدهم إلى زمن «خذ مكاني».

كتبت لها من روما..
نيرون يطل علينا من جديد.. وسيحرق روما من جديد ولكن روما الجديدة هي حلب.. وقد تكون دمشق روما ثالثة

كتبت لها من الجزائر..
المليون شهيد ضحوا بدمائهم وحرروا الجزائر.. لكن الأرض بترطن فرنسي.. العرب احتلوا اسبانيا اكثر من 300 سنة ولا يوجد اسباني يتكلم عربي.. فرنسا أكثر ذكاء من العرب!!

كتبت لي من اسطمبول
عثمان لم يمت.. عثمان يخلق من جديد..

حين توحدت روحانا.. سال الدم فلم نعرف أسال من جرحه أم جرحي!

المواطنة حالة انصهار صنعتها معادلة لا يمكن تركيبها في مختبرات الكيمياء.

بقلم : سمير البرغوثي